تترقب مصر بدء أعمال تطوير حقل غاز طبيعي كبير على الناحية الأخرى من سواحلها الشمالية في البحر الأبيض المتوسط.
إذ أعلنت إحدى الشركتين المطورتين لحقل "كرونوس" (Cronos) في قبرص الموعد المحتمل لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي لحقل الغاز الطبيعي باحتياطيات أكثر من 3 تريليونات قدم مكعبة.
واتفقت مصر وقبرص في فبراير/شباط (2025) على نقل إمدادات الحقل إلى محطة الإسالة في دمياط، لتدخل بموجبها قبرص إلى قائمة مصدري الغاز المسال لأول مرة، وفق تحديثات قطاع الغاز القبرصي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت مصر تخطط لأن تصبح مركز طاقة إقليميًا بعد اكتشاف حقل ظهر في عام 2015، إلّا أن إنتاجه تراجع منذ عام 2021، لتلجأ القاهرة لاستيراد الغاز المسال لسدّ الطلب، خاصة خلال فصل الصيف.
حقل غاز كرونوس
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية باتريك بويانيه أن موعد اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في مشروع حقل غاز كرونوس قد يكون في عام 2026.
وبناءً على ذلك، من المقرر بدء تسليم الشحنات من المشروع خلال المدة بين عامي 2028 و2029، وفق تصريحات المسؤول التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز للأنباء.
ويُطوَّر حقل غاز كرونوس مناصفةً بين شركة توتال إنرجي وشركة إيني الإيطالية، وهي المشغّلة للمشروع.
يوجد الحقل داخل المربع رقم 6، واكتُشف في عام 2022، كما أثبتت أعمال الحفر التقييمية وجود الغاز بكميات تجارية في فبراير/شباط (2024).
وفي ثاني شهور هذا العام (2025)، وقّع رئيسا مصر وقبرص اتفاقية لتطوير موارد الحقل بما يسمح بمعالجة الغاز في مرافق حقل ظُهر (أكبر حقل غاز في مصر) وإعادة تسييله في محطة دمياط، ثم تصديره إلى الأسواق الأوروبية.
وبحسب بيان صحفي أصدرته شركة إيني في ذلك الوقت، تسمح الاتفاقية بتسريع تطوير حقل غاز كرونوس عبر الاستفادة من محطة الإسالة والمعالجة والتصدير المصرية، كما تؤكد دور قبرص بوصفها مركز طاقة صاعدًا في منطقة شرق المتوسط لتلبية احتياجات الغاز العالمية في المستقبل القريب.
يُشار هنا إلى أن شركة إيني تمتلك 50% من أسهم محطة الإسالة في دمياط بموجب اتفاق يرجع إلى ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى جانب للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيغاس" 40% و10% للهيئة العامة للبترول.
تصل قدرة الإسالة بمحطة دمياط إلى 7.56 مليار متر مكعب سنويًا، وتوقَّف إنتاجها منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2012)، لكنها استأنفت التشغيل في فبراير/شباط 2021، كما تمتلك محطة "إدكو" بقدرة إسالة 7.2 مليون طن من خلال خطَّي إنتاج.
ومصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك محطات إسالة في دول شرق المتوسط، بقدرات تفوق 12 مليون طن سنويًا، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
تحديات حقول الغاز في قبرص
يبدو حقل غاز كرونوس الأوفر حظًا بين مشروعات الغاز القبرصية، وعلى رأسها حقل أفرودويت (Aphrodite) والبئر "إلكترا-1" وسط تحديات تقنية ومالية وجيوسياسية دفعتها نحو الجمود خلال السنوات الماضية.
إذ يتميز "كرونوس" بقربه من حقل ظهر للغاز في مصر الذي تديره شركة إيني، وهو ما يمكّنها من استعمال بُنيتها التحتية الخاصة لنقل الغاز القبرصي إلى دمياط.
وعلى الناحية الأخرى، أعلنت شركة نيو ميد الإسرائيلية أنه لا يمكن بدء الاستغلال التجاري للغاز في حقل "أفروديت" قبل عام 2031، وهو ما أثار حالة من الجدل داخل قبرص.
يطوّر حقل أفروديت الواقع بالمنطقة الاقتصادية الخالصة شركات شيفرون الأميركية، وهي المشغّلة، إلى جانب "نيو ميد" وشركة "بي جي قبرص" التابعة لـ"شل" متعددة الجنسيات، وتصل احتياطيات الغاز فيه إلى 6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز.
ووافقت الحكومة القبرصية على الاتفاقية المعدلة التي قدّمتها شيفرون في فبراير/شباط (2025) بهدف تسريع المراحل الفنية والهندسية، وصولُا إلى تصميم وهندسة الواجهة الأمامية، وتوفير منصة إنتاج عائمة وخط أنابيب لنقل الغاز إلى مصر، لتسييله وتصديره.
سبق ذلك خطة تطوير أخرى قدّمتها الشركة في مايو/أيار (2023)، لكن رفضتها قبرص في أغسطس/آب (2023)، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أبريل/نيسان المنصرم (2025)، أعلنت شيفرون خططًا لإجراء مسح لقاع البحر في شرق المتوسط تمهيدًا لبدء إنشاء خط الأنابيب إلى مصر.
وفي المربع 5 الذي تطوره شركتا إكسون موبيل الأميركية وقطر للطاقة، وجّه اكتشاف غاز صدمة كبيرة لكلٍ من قبرص ومصر.
إذ خلُصت أعمال الحفر داخل البئر الاستكشافية "إلكترا-1" إلى العثور على الغاز الطبيعي بكميات تجارية، بعد تقديرات سابقة لوصول حجم الاحتياطيات بها إلى 30 تريليون قدم مكعبة.
يغطي المربع 5 مساحة نحو 4.500 ألف كيلومتر مربع، ويقع على عمق يصل إلى 2.500 ألف متر تحت سطح البحر، وهو متاخم للمربع 10 الذي تطوره شركتا إكسون موبيل وقطر للطاقة أيضًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
