في ظل استمرار التصعيد في قطاع غزة وتعثر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، تكثّف قطر والولايات المتحدة مساعيهما الدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
تصريحات قوية ومباشرة أدلى بها رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد فيها أن بلاده تعمل بشكل مكثف وسويًا مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق هدنة شامل، لكن السلوك الإسرائيلي الأخير يدل على أنها لا تأخذ هذه الجهود على محمل الجد.
تعاون قطري أميركي لوقف النار
في مؤتمر صحفي مشترك عقد في واشنطن، قال رئيس وزراء قطر إن بلاده تعمل جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة بكل الوسائل الممكنة للوصول إلى وقف إطلاق نار سريع في غزة.
كما أضاف: نتعاون بشكل وثيق مع شركائنا الأميركيين، وندعم كل مبادرة تسعى لوقف نزيف الدم الفلسطيني، إلا أن المؤشرات من الجانب الإسرائيلي تشير إلى غياب الجدية.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تُظهر انخراطًا فعّالًا في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الرهائن، ما يعكس حسب وصفه، رغبة في إطالة أمد الحرب لا إنهائها.
اتصال ترامب نتنياهو: صفقة الرهائن وغزة وإيران على الطاولة
وفي موازاة تحرك قطر، كشف موقع أكسيوس الأميركي نقلًا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقش خلاله عدة ملفات ملحة أبرزها: وقف إطلاق النار في غزة، صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وآخر تطورات الملف النووي الإيراني

وأشار التقرير إلى أن المكالمة كانت مقررة يوم الاثنين، لكنها تأجلت بسبب تضارب في المواعيد، قبل أن تُجرى لاحقًا هذا الأسبوع.
وبحسب مصادر أكسيوس، فإن ترامب يدفع بقوة نحو تحقيق اختراق تفاوضي في ملف غزة، بينما يُبدي نتنياهو ترددًا في الالتزام بأي اتفاق دائم، مفضلًا ترتيبات مؤقتة لا تنهي الحرب بشكل كامل، وفق التقرير.
الملف السوري على الطاولة: قطر تدعو لرفع العقوبات
من جهة أخرى، ناقش الوزير القطري خلال زيارته لواشنطن الملف السوري، معبرًا عن انفتاح إيجابي لمسه من نظيره الأميركي، ماركو روبيو، حول ضرورة رفع العقوبات عن سوريا.
وقال الوزير: نحن نؤمن أن رفع القيود الاقتصادية هو شرط أساسي لتعافي سوريا، وإعادة تمكين الحكومة من أداء دورها.
وأكد أن هناك تفاهمًا مشتركًا مع الأميركيين وبعض الدول الإقليمية حول أهمية تهيئة بيئة مناسبة لدفع العملية السياسية قدمًا، مع الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.
معادلات معقدة: بين غزة وسوريا وإيران
التحركات الجارية تكشف حجم التعقيد في المشهد الإقليمي، حيث تتشابك الملفات الأمنية والإنسانية والسياسية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه قطر وواشنطن إلى حلحلة الأوضاع في غزة، تتصدر الرهائن والملف الإيراني وسوريا قائمة القضايا التي تحتاج إلى إجماع دولي عاجل.
لكن وفق مراقبين، فإن التردد الإسرائيلي قد يجهض جهود الوساطة، في وقت بدأ فيه الضغط الدولي يتزايد على تل أبيب لإنهاء الحرب، وفتح الباب أمام تسوية شاملة تُراعي حقوق الفلسطينيين، وتحفظ استقرار الإقليم.
يبدو أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، فإما أن تلتقط خيوط المبادرة الدولية وتدخل بجدية في مفاوضات وقف إطلاق النار، أو تستمر في مسار التصعيد الذي قد يقود المنطقة إلى مزيد من الفوضى والمعاناة الإنسانية.