أعلن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن 6 طائرات مسيّرة أميركية على الأقل تم إسقاطها من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين" خلال شهرين فقط، منذ بداية مارس الماضي وحتى نهاية أبريل.
يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من تصريح المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، الذي أكد إسقاط طائرة أميركية من طراز "MQ-9 ريبر" قبالة سواحل محافظة حجة، مشيراً إلى أنها الطائرة السابعة التي يتم إسقاطها خلال شهر أبريل وحده، والـ22 منذ إطلاق ما تسميه الجماعة "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
استهداف مباشر لحاملات الطائرات الأميركية
لم يكتف الحوثيون بإسقاط طائرات بدون طيار، بل كشف سريع أيضاً عن تنفيذ عمليتين عسكريتين مباشرتين استهدفتا حاملتي الطائرات الأميركيتين "ترومان" و"فينسون"، والقطع البحرية المرافقة لهما في البحرين الأحمر والعربي، مستخدمين صواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة هجومية.
يبدو أن الحوثيين يحاولون تغيير قواعد الاشتباك، والتأكيد على قدرتهم على التأثير في موازين القوى البحرية في المنطقة، رغم الفارق الهائل في التسليح والتكنولوجيا.
يرى محللون أن واشنطن قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الجوية في اليمن، لا سيما مع تصاعد خسائرها من الطائرات المسيّرة، التي تُعد من أبرز أدوات الرصد والاستهداف في المعركة. كما تزايدت المخاوف داخل البنتاجون من امتلاك الحوثيين تكنولوجيا متقدمة مضادة للطائرات بدون طيار، ربما تكون قد وصلت إليهم بدعم إيراني مباشر.
البعد الإيراني والدعم لفلسطين
الحوثيون ربطوا بوضوح بين عملياتهم العسكرية واستمرار الحرب في غزة، مؤكدين في أكثر من مناسبة أنهم لن يتوقفوا عن نُصرة الفلسطينيين حتى يتم "رفع الحصار ووقف العدوان".
وفي هذا السياق، باتت واشنطن تُدرك أن المواجهة في اليمن لم تعد مقتصرة على معركة محلية، بل أصبحت جزءًا من معركة إقليمية أشمل، تتقاطع فيها السياسة والعقيدة والمصالح الجيوسياسية.
هل تدخل أميركا في مرحلة استنزاف؟
رغم تفوقها العسكري، تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن وقف نزيف الطائرات المسيّرة في سماء اليمن. فهل نحن أمام مرحلة استنزاف أميركية جديدة في الشرق الأوسط؟ أم أن الإدارة الأميركية ستلجأ قريباً إلى خطة بديلة أكثر عنفاً لوقف ما تصفه بـ"التهديد الحوثي"؟