تحول استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات إلى موضع نقاش عالمي خلال السنوات الماضية، لا سيما مع التوسع الهائل في الذكاء الاصطناعي.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، مدى التفاوت الكبير في استهلاك الكهرباء لهذا القطاع بين مختلف مناطق العالم، ففي حين تسابق بعض المناطق الزمن لمواكبة العصر الرقمي، فإن البعض الآخر يخطو خطواته الأولى نحو هذا التحول الكبير، ما يجعل المستقبل الرقمي مليئًا بالفرص والتحديات.
فخلال العام الماضي، بلغ استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات 1.5% من إجمالي الاستهلاك العالمي -ما يعادل 415 تيراواط/ساعة-، إذ استحوذت الولايات المتحدة وأوروبا والصين على 85% من الإجمالي.
وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يتضاعف استهلاك مراكز البيانات ليصل إلى 946 تيراواط/ساعة، وسط توقعات بأن يبلغ 1200 تيراواط/ساعة في 2035.
وعلى صعيد المناطق، ستمثّل مراكز البيانات في الاقتصادات الناشئة والنامية 5% من نمو الطلب على الكهرباء بحلول عام 2030، في حين ستشكّل الاقتصادات المتقدمة 20%.
استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات حسب المناطق
تتصدّر أميركا الشمالية قائمة المناطق حسب استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات، بحسب بيانات حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية،
فقد ارتفع الاستهلاك خلال العام الماضي بنسبة 18.35%، ليصل إلى 187 تيراواط/ساعة، مقابل 158 تيراواط/ساعة في العام السابق له.
وتشير التوقعات إلى أن الاستهلاك سيصل إلى 434 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، وفقًا لسيناريو الحالة الأساسية لوكالة الطاقة الدولية.
وتُعدّ الولايات المتحدة المحرك الرئيس لهذه الطفرة، إذ بلغ استهلاكها خلال العام الماضي 183 تيراواط/ساعة، مقابل 154 تيراواط/ساعة في 2023، مع توقعات ببلوغ 426 تيراواط/ساعة في 2030.
كما تقف منطقة آسيا والمحيط الهادئ في طليعة التحولات الكبرى التي تشهدها مراكز البيانات، حيث نما الاستهلاك في 2024 بنسبة 17.19%، ليبلغ 150 تيراواط/ساعة، مقابل 128 تيراواط/ساعة خلال العام السابق له.
ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك في المنطقة إلى 378 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وستظل الصين الحصان الرابح في هذه المعادلة، إذ سجلت استهلاكًا بنحو 102 تيراواط/ساعة في عام 2024، مقابل 84 تيراواط/ساعة في 2023، مع تقديرات تشير إلى أن الاستهلاك سيصل إلى 277 تيراواط/ساعة في 2030.
أما أوروبا فتشهد نموًا تدريجيًا في استهلاك الكهرباء لدى مراكز البيانات، حيث ارتفع الاستهلاك في 2024 بنحو 3.03%، إلى 68 تيراواط/ساعة في 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 113 تيراواط/ساعة في 2030.
ويرصد الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات عبر المناطق:
استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات بالشرق الأوسط وأفريقيا
على النقيض من ذلك، ما تزال منطقة أميركا الوسطى والجنوبية في مراحل مبكرة من استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات، إذ شهدت استهلاكًا ثابتًا، مع ارتفاع طفيف في 2024 إلى 1.7 تيراواط/ساعة.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع الاستهلاك إلى 3.3 تيراواط/ساعة بحلول 2030، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ولا تختلف منطقة الشرق الأوسط كثيرًا، فقد شهدت توسعًا تدريجيًا في الاستهلاك، مع زيادة في 2024 إلى 1.5 تيراواط/ساعة.
وبالتوازي مع الاستثمارات المتزايدة، يُتوقع أن يصل الاستهلاك إلى 3 تيراواط/ساعة في 2030.
أما في أفريقيا فقد كانت معدلات الاستهلاك أقل مقارنة ببقية العالم، إذ بلغ الاستهلاك 1.4 تيراواط/ساعة في 2024، ويتوقع أن يرتفع إلى 2.9 تيراواط/ساعة بحلول 2030.
نمو توليد الكهرباء لتلبية الطلب من مراكز البيانات
من جهة أخرى، توقع تقرير وكالة الطاقة الدولية نمو توليد الكهرباء من المصادر المختلفة لتلبية الطلب من مراكز البيانات.
ومن المتوقع أن يرتفع من 460 تيراواط/ساعة في 2024 ليتجاوز 1000 تيراواط/ساعة بحلول 2030، وسيستمر في الارتفاع ليصل إلى 1300 تيراواط/ساعة بحلول 2035، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وخلال السنوات الـ5 المقبلة، ستؤدي الطاقة المتجددة دورًا مهمًا في تلبية الزيادة في الطلب، يليها الغاز الطبيعي والفحم، في حين سينمو دور الطاقة النووية بحلول نهاية العقد الحالي وما بعده.
وتتوزّع مصادر الكهرباء لتلبية الطلب على النحو الآتي:
- الفحم: يُعد أكبر المصادر بحصة تبلغ 30%، ويسجل أعلى نسبة في الصين.
- الطاقة المتجددة: تشكّل -حاليًا- 27%، ومن المتوقع أن تلبي قرابة 50% من نمو الطلب على الكهرباء في مراكز البيانات.
- الغاز: يمثّل 26%، ومن المتوقع أن يُسهم الغاز الطبيعي والفحم معًا بأكثر من 40% من الطلب الإضافي حتى 2030.
- الطاقة النووية: تشكّل 15%، وبعد عام 2030، من المتوقع أن تصبح المفاعلات النووية الصغيرة جزءًا من مزيج الكهرباء، ما يوفّر الكهرباء منخفضة الانبعاثات لمراكز البيانات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
