ظهور عملة لوجه الاسكندر الأكبر في منطقة نائية من شمال مقدونيا الحالية وتحديدًا قرب بلدة بيتولا وفي موقع يُعرف باسم «جراديشتي» عثر علماء الآثار على ما يمكن اعتباره واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية في أوروبا خلال العقود الأخيرة إذ تم الكشف عن مدينة مفقودة يرجع تاريخها لأكثر من ألفي عام لتفتح فصلاً جديدًا في دراسة حضارات العالم القديم وتحديدًا تلك التي ارتبطت بالإمبراطورية المقدونية وزعيمها الشهير الإسكندر الأكبر.
ظهور عملة لوجه الاسكندر الأكبر
على مدار أكثر من عشرة أعوام عمل فريق بحثي من علماء الآثار بالتعاون مع المعهد الوطني والمتحف في بيتولا وجامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا على دراسة المنطقة لكن القفزة الحقيقية في المشروع جاءت مؤخرًا بفضل استخدام تقنيات متقدمة مثل أجهزة LiDAR المثبتة على الطائرات بدون طيار والرادار المخترق للأرض وهي أدوات مكنتهم من رسم خريطة دقيقة للهياكل المدفونة تحت سطح الأرض التي كانت عصية على الاكتشاف سابقًا.
الهياكل المكتشفة تؤكد أهمية المدينة سياسيا وثقافيا وعسكريا
ما تم العثور عليه ليس مجرد أطلال عشوائية بل هياكل متكاملة تدل على وجود مركز حضاري كبير يضم أكروبوليس ومسرحًا وعددًا من المباني الحضرية الضخمة وهو ما يرجح أن هذه المدينة لم تكن مستوطنة عادية بل كانت مركزًا سياسيًا وثقافيًا وعسكريًا له وزنه في عالم ما قبل الميلاد ويُعتقد أنها كانت تؤدي دورًا مهمًا في شبكة السلطة والنفوذ في مقدونيا القديمة.
عملة نادرة بوجه الإسكندر الأكبر تضع المدينة على خريطة التاريخ
من أبرز الاكتشافات التي زادت من أهمية الموقع الأثري عملة معدنية نادرة تم حفرها بين عامي ٣٢٥ و٣٢٣ قبل الميلاد وتحمل وجه الإسكندر الأكبر الأمر الذي يربط المدينة مباشرة بأحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ القديم ويضع الموقع ضمن فترة زمنية دقيقة شهدت توسعًا واسعًا للإمبراطورية المقدونية.
