خلصت دراسة أجراها ما يُعرف بالنظام العالمي المنسّق لتصنيف ووسم المواد الكيميائية "جي إتش إس" (GHS)، التابع للأمم المتحدة، إلى إمكانات هائلة لتقنية تخزين الهيدروجين تحت الأرض، في إطار التحول العالمي نحو طاقة أنظف.
وتؤكد الدراسة ما أشارت إليه دراسات عديدة سابقة، بأن التخزين الجيولوجي للهيدروجين -سواءً في الكهوف الملحية، والخزانات المُستنفدة، وطبقات المياه الجوفية- يوفّر سعة تخزين كبيرة لاعتماد هذا الوقود على نطاق واسع بوصفه منتجًا للطاقة النظيفة.
إلّا أن هناك العديد من التحديات التقنية والاقتصادية والبيئية، مثل تسرّب الهيدروجين والأطر التنظيمية والقبول العام، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتمّز دراسة "جي إتش إس" بأنها متعددة الأبعاد؛ كونها تشمل المبادئ العلمية والاعتبارات الاقتصادية والإمكانات والتحديات الإقليمية والتطبيقات العملية.
وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي (2025)، أثبت تقرير حكومي ألماني جدوى وفاعلية تخزين الهيدروجين في كهوف الملح مقارنة بالصخور المسامية، بما يعزز مكانة الوقود النظيف داخل خطة تحول الطاقة.
وفي الشهر نفسه، أشارت مذكرة إحاطة علمية حديثة صادرة عن هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، إلى أن تخزين الهيدروجين تحت الأرض حلٌّ واعدٌ لتخزين الطاقة على نطاق واسع، ولمدة طويلة.
تخزين الهيدروجين تحت الأرض وميزات عديدة
تُظهر مراجعة نظام "جي إتش إس" (GHS)، التابع للأمم المتحدة، لتقنية تخزين الهيدروجين تحت الأرض، ميزات عديدة من ناحية القدرة على تخزين كميات هائلة والتكلفة الأقل والأمان.
وتشمل التكوينات الجيولوجية الأساسية التي راجعها النظام خزانات النفط والغاز المُستنفَدة، وطبقات المياه الجوفية، والكهوف الملحية.
ووجدت الدراسة أن كل تكوين جيولوجي له فوائد وتحديات فريدة فيما يتعلق بسعة التخزين والتفاعلات الجيوكيميائية والميكروبية المُحتملة.
وركّزت الدراسة على فهم هذه التفاعلات المعقّدة، وتحسين اختيار المواقع، وتعزيز جدوى تقنية تخزين الهيدروجين تحت الأرض.
كما ركّزت على ظروف مثل قابلية حقن الهيدروجين وإمكان توصيله، والتفاعلات الجيوكيميائية، والنشاط الميكروبي، وأمن التخزين طويل الأمد؛ كون تحديد هذه العناصر أمرًا ضروريًا لضمان سلامة وكفاءة نظام GHS، ما يساعده في أداء دوره بدعم اقتصاد الهيدروجين.
تأكيدات ألمانية وبريطانية
قالت وزارة شؤون الاقتصاد والعمل المناخي الألمانية، تعليقًا على تقرير حكومي يؤكد جدوى وفاعلية تخزين الهيدروجين في كهوف الملح مقارنة بالصخور المسامية، إن التقنية أكثر من كافية لتلبية الطلب على المدى الطويل، ليس داخل البلاد فحسب، بل في دول أوروبية أيضًا.
وتتميز تلك الكهوف بسمات جيولوجية وفيزيائية وكيميائية، فضلًا عن انخفاض التكلفة تجعلها خيارًا ممتازًا لتخزين الهيدروجين مقارنة بالصخور المسامية، بحسب آخر تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت مذكرة إحاطة علمية حديثة صادرة عن هيئة المسح الجيولوجي البريطانية إلى أن تخزين الهيدروجين تحت الأرض حل واعد. وكشفت 4 طرق محتملة لتخزين الهيدروجين، تشمل: كهوفًا صخرية مبطنة، وكهوفًا ملحية، وطبقات مياه جوفية مالحة، إضافة إلى حقول غازية مُستنفَدة.
وتهدف مذكرات الإحاطة الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي البريطانية إلى إيصال أحدث الأبحاث العلمية بأسلوب مُختصر إلى صانعي السياسات والقطاع الصناعي وعامة الناس.
وتُحدد أحدث مذكرة، والصادرة تحت عنوان: "تخزين الهيدروجين تحت الأرض: رؤى وإجراءات لدعم التحول في مجال الطاقة"، الوضع الراهن لبحوث وتطوير تخزين الهيدروجين.
وعدّت المذكرة الحديثة تخزين الهيدروجين تحت الأرض، أنها تقنية ناشئة، لكن ستكون حاسمة لدعم انتقال المملكة المتحدة إلى الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني.
يأتي ذلك في الوقت الذي يُتوَّقع فيه أن يرتفع الطلب على تخزين الهيدروجين 10 أضعاف، بحلول عام 2045.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- فتح آفاق تخزين الهيدروجين الجيولوجي: مفتاح ثورة الطاقة النظيفة من إنرجي نيوز بيز
3- الموقع الإلكتروني لنظام جي إتش إس التابع للأمم المتحدة
){kind=link}