وجهت شركة طاقة عالمية شهيرة صدمة لصناعة الهيدروجين العالمية بقرار جديد، وسط تحديات متزايدة تضرب أسس القطاع المتعثر، وأبرزها ضعف الطلب مع ارتفاع التكاليف.
وأعلنت الشركة -وهي "إينيوس هولدينغز" اليابانية (Eneos Holdings)- إلغاء خطّتها السابقة لتوريد ما يصل إلى 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين بحلول العام المالي 2040.
وصرّح الرئيس التنفيذي توموهيد مياتا بأن الشركة غير متعجلة لتوريد الهيدروجين أو الأمونيا المشتقة منه في ظل التباطؤ الحالي لمسيرة تحول الطاقة وإزالة الكربون، بحسب آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي المقابل، تخطط أكبر شركات تكرير النفط في اليابان لزيادة الاستثمارات في قطاع الغاز المسال وزيادة معدلات تشغيل مصافي تكرير النفط.
ويأتي هذا التخطيط لأن مصادر الطاقة المستقرة وميسورة التكلفة -ولاسيما النفط- أصبحت أكثر أهمية وسط المخاوف بشأن أمن الطاقة وارتفاع تكاليف إزالة الكربون.
استثمارات الهيدروجين في شركة إينيوس اليابانية
في تحول إستراتيجي مفاجئ، ألغت شركة إينيوس خطط توريد كميات كبيرة من الهيدروجين النظيف والأمونيا، وفق أحدث خطط الأعمال على المدى المتوسط (تنتهي في مارس/آذار 2028).
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، وضعت الشركة اليابانية سابقًا هدف توريد ما بين واحد إلى 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين بحلول عام 2040، وهو ما يصل إلى ثُلث المستهدف الوطني الإجمالي لليابان بحلول ذلك الموعد.
وشملت الخطة مستهدفات لتقليل كثافة الكربون بنسبة تتراوح بين 20% و50% بحلول عام 2040، مع التركيز على زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات، مثل الغاز الطبيعي المسال ووقود الطيران المستدام.
وخلال مدة 3 سنوات، من المقرر أن تستثمر إينيوس 1.56 تريليون ين (10.7 مليار دولار)، منها 740 مليار ين للتركيز على مصادر الطاقة منخفضة انبعاثات الكربون والخالية منها، مثل الطاقة المتجددة وتقنيات احتجاز الكربون.
وتفصيليًا، ستنفق 310 مليارات ين على المصادر منخفضة الكربون، و250 مليار ين على المصادر الخالية من الكربون، و180 مليار ين على النفط والكيماويات، و820 مليار ين لأعمال التكرير الأساسية.
استثمارات الهيدروجين والغاز المسال
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة إينيوس توموهيدي مياتا خطط زيادة الاستثمارات بقطاع الطاقة منخفضة الكربون -وعلى رأسها الغاز المسال ووقود الطيران المستدام-، مقابل إبطاء وتيرة استثمارات البدائل الأقل انبعاثات مثل الهيدروجين.
وأعلن مياتا خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين (الموافق 12 مايو/أيار 2025) خططًا لتوسعة وتعزيز حافظة مشروعات الغاز المسال، في ظل التوقعات بارتفاع الطلب بحلول عام 2040 تقريبًا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، سجلت شركة تكرير النفط الكبرى في اليابان انخفاضًا بنسبة 22% من صافي أرباحها خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس/آذار (2025)، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر خلال العام الجاري أيضًا.
وباستثناء أعمال الصيانة الدورية، تستهدف الشركة زيادة معدل تشغيل مصافي التكرير إلى 90% بحلول عام 2027، من 78% في 2024.
وتشمل خطة الأعوام الثلاثة المقبلة -أيضًا- استغلال ما يصل إلى تريليون ين من الاحتياطيات لصالح الاستثمارات الإستراتيجية، وعلى رأسها الغاز المسال، حيث تمتلك الشركة حصصًا في مشروعات بآسيا.
وبحسب المسؤول، ستضخّ الشركة اليابانية أموالها في مشروع ألاسكا للغاز المسال بالولايات المتحدة، إذا ثبتت جدواه الاقتصادية.
ويستهدف مشروع ألاسكا تصدير 20 مليون طن من الغاز المسال على مدار 20 عامًا، ومن المقرر أن يضمّ خط أنابيب بطول 800 ميل ومحطتين للمعالجة ولإسالة الغاز الطبيعي، باستثمارات قُدِّرت عند 44 مليار دولار.
وبسبب تباطؤ التوجه نحو المجتمع الخالي من الكربون والتوقعات بتأخُّر التشعب الكامل لتحول الطاقة إلى ما بعد عام 2030، قال مياتا، إن شركته ليست على عجلة من أمرها لتوريد الهيدروجين والأمونيا.
وفي المقابل، أصبحت مصادر الطاقة "المستقرة وميسورة التكلفة"، ولاسيما النفط، أكثر أهمية وسط نمو المخاوف بشأن أمن الطاقة والمخاطر الناتجة عن السياسات الأميركية وارتفاع تكاليف تقنيات إزالة الكربون، بحسب المسؤول.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
