تتحدث الإدارة الأمريكية، خلف الأبواب المغلقة، حول احتمال تراجعها عن مطلبها بنزع سلاح حركة حماس كشرط لوقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لتقرير نشرته مجلة "ذا كرادل" البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن المفاوضين الأمريكيين أبلغوا الوسطاء أن قضية نزع سلاح حماس يمكن تأجيلها لمرحلة لاحقة، بدلًا من اعتبارها شرطًا فوريًا لأي اتفاق.
ووضحت "ذا كرادل" أن هذا التحول في الموقف الأمريكي يعكس قناعة متزايدة داخل الدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب بأن استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحرير الأسرى عبر الضغط العسكري غير مجدية.
ونقلت المجلة عن مصادر أن الإدارة الأمريكية ترى أن الخيارات العسكرية قد تزيد من مخاطر الأسرى، مستندة إلى تقارير غربية تحدثت عن مقتل ثلاثة أسرى إثر استئناف العمليات الإسرائيلية في 18 مارس، وإصابة الأسير الإسرائيلي-الأمريكي إيدان ألكسندر في غارة جوية إسرائيلية، مما زاد من الضغط الدبلوماسي لوقف التصعيد.
كما أبرزت "ذا كرادل" أن المخططين الأمريكيين يعتبرون طرد قادة ومقاتلي الأجنحة المسلحة لحماس وفصائل أخرى أمرًا غير عملي، بسبب مخاوف الدول المضيفة المحتملة والعدد الهائل للأفراد المستهدفين، الذي يتراوح بين 3000 و5000 شخص وفقًا لتقديرات إسرائيلية.
وأضافت المجلة أن هذا القرار يهدف إلى تعزيز فرص وقف فوري للنار وإطلاق سراح الأسرى، بدلًا من التركيز على شروط معقدة طويلة الأمد.
ونقلت "ذا كرادل" عن مصادر أن هناك تفاؤلًا حذرًا بين الوسطاء بشأن التوصل إلى حل شامل قريبًا، مدعومًا باستعداد حماس لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في صفقة واحدة، تشمل 21 أسيرًا على قيد الحياة وجثامين آخرين وفقًا لتقارير إسرائيلية، إلى جانب إمكانية وضع إطار لتنظيم سلاح المقاومة بعد الاتفاق.
وأشارت المجلة إلى أن هذا قد يشمل آليات مراقبة دولية لضمان الالتزام.
وأفادت "ذا كرادل" بأن هذا التحول المفاجئ في سياسة واشنطن يأتي بعد تقارير غربية أشارت إلى أن ترامب "فقد صبره" مع نتنياهو، حيث ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس الأمريكي يعتزم المضي قدمًا في مبادراته الخاصة دون انتظار تقدم إسرائيلي.
وفي خطوة غير متوقعة، أعلن ترامب هذا الأسبوع عن اتفاق لإنهاء الصراع في اليمن ضمن مفاوضات استثنت إسرائيل، وفقًا لتقارير من وكالة رويترز، مما أثار ردود فعل متباينة في المنطقة.
عززت رويترز هذا السياق بإشارات إلى أن ترامب تخلى عن شرط تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كمقدمة لمحادثات التعاون النووي مع الرياض، وهو ما يمثل انعطافة كبيرة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وأوضحت الوكالة أن ترامب سيزور السعودية والإمارات وقطر الأسبوع المقبل، في جولة دبلوماسية لا تشمل توقفًا في إسرائيل حتى اللحظة، مما يعكس إعادة تقييم للعلاقات مع حلفاء تقليديين.
من جانب آخر، ذكرت واشنطن بوست أن وزير الدفاع الأمريكي ألغى زيارته المقررة إلى إسرائيل يوم الإثنين لمرافقة ترامب في رحلته إلى الخليج، مما يشير إلى تغيير في الأولويات الاستراتيجية للإدارة.
ومع ذلك، نقلت "ذا كرادل" عن قادة إسرائيليين تصميمًا على إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، تُعرف بـ"عملية عربات جدعون"، إذا لم يتحقق تقدم قبل جولة ترامب القادمة، مما قد يعقد المفاوضات ويزيد من التوترات الإقليمية.