أخبار عاجلة

مفاعل نووي صيني يسجل أطول مدّة تشغيل.. 738 يومًا دون توقف

مفاعل نووي صيني يسجل أطول مدّة تشغيل.. 738 يومًا دون توقف
مفاعل نووي صيني يسجل أطول مدّة تشغيل.. 738 يومًا دون توقف

حقّق مفاعل نووي صيني إنجازًا تاريخيًا، بعد أن نجحت الوحدة الأولى في المرحلة الثالثة من محطة تشينشان النووية بالبقاء قيد التشغيل لمدّة 738 يومًا دون توقُّف.

ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أُوقِفت الوحدة عن العمل في 1 مايو/أيار 2025، بعد تسجيلها رقمًا قياسيًا لأطول مدّة تشغيل مستمر لأيّ مفاعل نووي متصل بالشبكة في الصين.

كما سجّل المفاعل النووي رقمًا قياسيًا آخر، إذ حقق الآن أطول مدّة تشغيل متواصلة لمفاعل كاندو 6 (CANDU 6) عالميًا.

وما يزال الرقم القياسي العالمي لأطول تشغيل نووي مستمر يحمله مفاعل ماء ثقيل مضغوط آخر؛ وهي وحدة دارلينغتون 1 في كندا؛ وقد أُوقفت هذه الوحدة عن العمل في فبراير/شباط 2021، بعد تشغيلها بشكل مستمر لمدّة 1106 أيام.

محطة تشينشان للطاقة النووية

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُعرف محطة تشينشان للطاقة النووية، بوصفها مهد الطاقة النووية المستقلة في الصين، بأنها "مجد الأمة".

ومنذ ربطها بالشبكة الكهربائية في 15 ديسمبر/كانون الأول 1991، تعمل المحطة بأمان لأكثر من 30 عامًا، وتضم 9 وحدات عاملة بطاقة إجمالية مُركّبة تزيد على 6.66 مليون كيلوواط.

وتُعدّ تشينشان قاعدة للطاقة النووية في الصين، حيث تضم أكبر عدد من وحدات الطاقة النووية، وأكثر أنواع المفاعلات وفرةً.

ويتكوّن مشروع المرحلة الثالثة من محطة تشينشان للطاقة النووية من وحدتين للطاقة النووية تعملان بمفاعل الماء الثقيل.

وبدأ بناء الوحدة الأولى في 8 يونيو/حزيران 1998، ودخلت الوحدتان حيز التشغيل التجاري في 31 ديسمبر/كانون الأول 2002 و24 يوليو/تموز 2003، فسجّل ذلك أقصر مدّة بناء لمحطات الطاقة النووية العاملة بالماء الثقيل في العالم.

وحققت محطة الطاقة النووية "تكاملًا دوليًا في إدارة مشروعات الطاقة النووية"، وتُعرَف بأنها "مثال ناجح للتعاون الصيني الكندي".

إنجازات مفاعل نووي صيني

بدأت أحدث دورة تشغيل للوحدة الأولى في المرحلة الثالثة من محطة تشينشان للطاقة النووية في 24 أبريل/ 2023، وخلال تلك المدّة القياسية، ولّد المفاعل النووي أكثر من 12.5 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء.

ووفقًا للمؤسسة الوطنية النووية الصينية (CNNC)، فإن هذا يُعادل توفير 3.8 مليون طن من الفحم القياسي وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 9.97 مليون طن.

وتُعدّ وحدثا المرحلة الثالثة من محطة تشينشان للطاقة النووية جزءًا من مشروع تولّته شركة الطاقة الذرية الكندية المحدودة بصفتها المقاول الرئيس، في حين تُعدّ المؤسسة الوطنية النووية الصينية المالك الرئيس للمحطة، وتتولى شركة تشينشان الثالثة للطاقة النووية إدارة العمليات اليومية.

ومع اقتراب كلا المفاعلين من نهاية عمرهما التصميمي الأصلي البالغ 30 عامًا، يجري حاليًا برنامج تجديد شامل، ويشمل ذلك استبدال قنوات الوقود القديمة وإصلاح آلاف المكونات المساعدة، والهدف هو تمكين المفاعلين من العمل لمدّة 30 عامًا إضافية.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُعدّ هذا النوع من التجديد مهمة معقّدة؛ إذ يجب تفكيك كل أنبوب من أنابيب الضغط الـ480 في وعاء "كالاندريا" واستبداله بعناية.

وتحمل هذه القنوات الوقود النووي، ويجب أن تعمل تحت ضغط ودرجة حرارة مرتفعين لعقود، بحسب ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).

محطة تشينشان للطاقة النووية في الصين
محطة تشينشان للطاقة النووية - الصورة من الموقع الرسمي للمؤسسة الوطنية النووية الصينية

مفاعلات كاندو النووية

يُبرز هذا الأداء كفاءة المفاعل النووي وموثوقيته؛ إذ تتميز مفاعلات "كاندو" بقدرتها على البقاء في الخدمة خلال إعادة تزويدها بالوقود، على عكس العديد من تصاميم محطات الطاقة النووية الأخرى.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تعمل مفاعلات كاندو 6 حاليًا في عدّة دول، ويبلغ عددها 9 مفاعلات.

وتشمل هذه المفاعلات الوحدتين 1 و2 في محطة سيرنافودا في رومانيا، ومحطة إمبالس في الأرجنتين، ومحطة بوينت ليبرو في كندا، والوحدتين 1 و2 في المرحلة الثالثة من محطة تشينشان في الصين، والوحدات من 2 إلى 4 في محطة وولسونغ في كوريا الجنوبية.

و"كاندو" (CANDU) اختصار لعبارة "يورانيوم الديوتيريوم الكندي" (CANada Deuterium Uranium)، وهي تشير إلى مفاعل ماء ثقيل مضغوط (PHWR) طُوّر في كندا.

وتستعمل هذه المفاعلات الماء الثقيل (أكسيد الديوتيريوم) بوصفه مهدئًا، واليورانيوم الطبيعي وقودًا.

وكان هذا التصميم رائدًا في خمسينيات وستينيات القرن الـ20 من قِبل اتحاد يضم شركة الطاقة الذرية الكندية المحدودة (AECL)، وهيئة الطاقة الكهرومائية في أونتاريو، وشركاء آخرين.

ومن أبرز مميزات تصميم مفاعل كاندو وعاء أسطواني أفقي يُسمي "كالاندريا"؛ إذ يحتوي هذا الوعاء على 480 أنبوبًا يسمح بمرور مياه التبريد العالية الحرارة.

ويحتوي كل أنبوب على وصلتين طرفيتين، ما يُمكّن المُشغّلين من إعادة تزويد قنوات فردية بالوقود دون الحاجة إلى إيقاف المفاعل بأكمله؛ وكانت هذه الميزة سببًا رئيسًا في مدد التشغيل الطويلة التي حققتها مفاعلات كاندو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. إنجاز مفاعل نووي صيني من الموقع الرسمي للمؤسسة الوطنية النووية الصينية
  2. معلومات إضافية عن محطة تشينشان للطاقة النووية من منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بعد خروج برشلونة.. تعرف على فرص صلاح في الحصول على الكرة الذهبية
التالى البنك الدولي يدعم توسيع منظومة صحة الأم والطفل في البادية المغربية