قال ممثلو جمعيات وعدد من اتحادات الملاك المشتركين في حي السلام بمدينة أكادير إن السكان ضاقوا ذرعا بمجموعة من السلوكات والظواهر التي باتت مشهدا يوميا يؤثث الفضاء العام والأزقة والشوارع والمرافق العامة بهذا الحي، كاشفين أن السلطات المحلية والإدارية ومصالح المجلس الجماعي لم تتفاعل إيجابيا وجديا مع شكايات متتالية تحمل مطلب القضاء على تلك الظواهر التي “تسيء لصورة أكادير بشكل خاص، والمغرب عموما، ولاسيما أنه مقبل على تنظيم كأس إفريقيا للأمم هذه السنة وكأس العالم سنة 2030، ناهيك عما تعكسه الظاهرة المشينة من صور سلبية في أذهان ساكنة الحي ورواده من السياح ومغاربة العالم الذين يملكون أو يكترون شققا فيه”.
ومن تلك الظواهر، التي أثارتها عريضة مرفوعة إلى والي جهة سوس ماسة، اطلعت عليها هسبريس، “تناسل ظاهرة الباعة الجائلين بكل أشكالهم وأنواعهم المحتلين للملك العام والخاص، وما يترتب على ذلك من إغلاق للأرصفة والطرقات وأبواب العمارات وممرات الراجلين وحتى السيارات، خاصة من الساعة الخامسة مساء إلى ساعات متأخرة من الليل”، هذا إلى جانب “انتشار الأزبال والأوساخ وانبعاث الروائح الكريهة بسبب هذه الوضعية الكارثية التي وصل إليها هذا الحي، ما يهدد السلامة الصحية والبيئة المجالية”.
وفي السياق نفسه أشارت الوثيقة ذاتها إلى ظاهرة أخرى تؤرق الساكنة، وتتمثل في “الانتشار المفرط للمشردين والمتسولين والأطفال بدون مأوى، الذين يفترشون الأرض أمام أبواب العمارات والمحلات التجارية، دون حسيب أو رقيب، ما يعمق معاناة الساكنة، خاصة مع ارتفاع حالات الاعتداءات اللفظية والجسدية، ناهيك عن الانتشار اللافت للكلاب الضالة التي تهدد سلامة الجميع”.
كما أثارت الجمعيات واتحادات الملاك بالحي المذكور مشكلة تردد أعداد كبيرة من الجانحين والخارجين عن القانون على المنطقة بواسطة الدراجات النارية والسيارات المعدلة، مع ما يسببونه من “إزعاج الساكنة وتناسل الظواهر الاستعراضية، ما ينجم عنه تلوث سمعي وبصري ليلا ونهارا، نتيجة السياقة الجنونية لهذه الفئة دون حسيب أو رقيب، وفي غياب تام للمطبات ومدارة أمام مقهى بوريتوس، أو سدود أمنية للحد من هذه الظواهر، ما يعرض الأطفال والراجلين والزوار لمجموعة من المخاطر الناجمة عن هذه السلوكات”.
ومن المظاهر الفوضوية التي أصبحت جزءا من المشهد العام في هذا الحي، بحسب الشكاية، “العشوائية في ركن السيارات والعربات والدراجات النارية في الشوارع العامة، ما يسبب فوضى وضوضاء يومية تعاني منها ساكنة المنطقة بجميع الإقامات والعمارات السكنية”، ما يتطلب تدخلا حازما من مختلف المصالح والإدارات المعنية من أجل “اجتثاث الفوضى بكل تجلياتها بحي السلام، والتصدي للمظاهر المهددة للسلامة الصحية والجسدية للساكنة والزوار”.
وحاولت هسبريس استقاء رأي السلطات المحلية، غير أن مصدرا رفض الكشف عن هويته قال إن هذه السلطات “غير مسموح لها بإعطاء تصريحات صحافية، والأمر يقتضي ترخيصا من وزارة الداخلية”.
