أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف القصف الأمريكي لليمن بناءً على تعهد صدر عن الحوثيين، بوساطة عمانية أكدها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
ويهدف الاتفاق إلى منع استهداف أي من الطرفين للآخر، مع ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وعن ردود الفعل الإقليمية والدولية، رحبت أطراف إقليمية ودولية بالاتفاق.
ردود الفعل الإقليمية
رحبت دول عربية، تشمل قطر والكويت والعراق، بالاتفاق، معتبرة إياه خطوة للحد من التصعيد في المنطقة، وأشادت هذه الدول بدور عمان كوسيط محايد، مما يعزز مكانتها الدبلوماسية.
ومع ذلك، أكد الحوثيون، عبر محمد علي الحوثي، أن الاتفاق لا يشمل عملياتهم ضد إسرائيل، مشددين على دعمهم لغزة، وفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية.
وأعربت إسرائيل عن تحفظات واضحة، وجدد جيش الاحتلال تأكيد التزامه بمواجهة الحوثيين، واصفا إياهم بأنهم وكلاء إيران الذين يهددون الأمن الإقليمي.
وجاء الاتفاق بعد غارات إسرائيلية على مطار صنعاء وميناء الحديدة، مما يعكس تباينًا بين أولويات الولايات المتحدة، التي تركز على أمن الشحن، وإسرائيل، التي تسعى لتحييد التهديد الحوثي.
ردود الفعل الدولية
الاتحاد الأوروبي
رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، مشيدًا بإمكانيته لاستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، وهو ممر حيوي للتجارة الأوروبية.
وأشار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، إلى أن الاتفاق يدعم جهود الاتحاد لحماية الملاحة، بما في ذلك مهمة "أسبيدس" البحرية التي أطلقت في 2024، وفقًا لرويترز.
وأعربت دول مثل ألمانيا وفرنسا عن قلقها من استمرار التوترات بين الحوثيين وإسرائيل، محذرة من أن ذلك قد يعيق التهدئة الشاملة.
ووفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، شددت أوروبا على ضرورة ربط الاتفاق بعملية سلام يمنية شاملة لضمان استدامته.
وعبر منصة ”إكس”، رحب خبراء أوروبيون بالاتفاق، لكنهم حذروا من تحدياته.
وكتب المحلل البحري الأوروبي توماس كيلر: "الاتفاق خطوة إيجابية للشحن، لكن استمرار الحوثيين في تهديد إسرائيل قد يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر".
وأضاف دبلوماسي أوروبي سابق، جان مارك، أن "نجاح الاتفاق يعتمد على ضغط إيران على الحوثيين للامتثال".
الصين
أبدت الصين دعمًا مشروطًا للاتفاق، مؤكدة أهمية ضمان حرية الملاحة وفق القانون الدولي.
وأشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن الاتفاق يخدم مصالح التجارة العالمية، خاصة وأن البحر الأحمر يمر عبره 15% من صادرات الصين، وفقًا لصحيفة “ساوث تشاينا مورننج بوست”.
جددت الصين انتقادها للضربات العسكرية الغربية السابقة، معتبرة أنها زادت التوترات دون حل الأسباب الجذرية، لا سيما الصراع في غزة.
كما دعت الصين إلى حوار إقليمي شامل يشمل إيران والحوثيين لضمان استقرار طويل الأمد.
على منصة ”إكس”، أشاد محللون صينيون بالاتفاق لكنهم عبروا عن شكوكهم.
وكتب ليو تشانج، خبير الشؤون البحرية: "الاتفاق يحمي التجارة الصينية مؤقتًا، لكن بدون حل سياسي في اليمن وغزة، ستظل المخاطر ذاتها قائمة".
