خاص| عيد الأضحى تحت المجهر.. الدولة تجهز أسلحتها لكسر شوكة الأسعار وحماية موائد المصريين

استعدادات عيد الأضحى

في ظل اقتراب موسم عيد الأضحى المبارك، تتجه أنظار المواطنين نحو الأسواق بحثًا عن لحوم بأسعار مناسبة، وسط مخاوف موسمية معتادة من ارتفاع الأسعار أو نقص المعروض، إلا أن الدولة، مدفوعة بإدراك عميق لأهمية هذا الموسم لدى ملايين المصريين، أعدت العدة مبكرًا بخطة محكمة لضمان استقرار السوق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب.

وبين جهود حكومية مكثفة لضبط الأسواق، واستيراد مدروس لرؤوس الماشية، وتصريحات مطمئنة من المسؤولين، يظهر مشهد اقتصادي يطمح إلى تلبية احتياجات المواطن دون الإضرار بصغار المربين أو إثقال كاهل الأسرة المصرية.

أبو الفتوح: خطة استباقية منذ 3 أشهر لتأمين اللحوم ومنع انفلات الأسعار

أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، أنه منذ أكثر من ثلاثة أشهر تم تنفيذ خطة شاملة، في إطار استعدادات الدولة لموسم عيد الأضحى المبارك، لضمان توافر كميات كافية من اللحوم الحية والمجمدة، تلبي احتياجات المواطنين دون التسبب في أية اضطرابات بالسوق المحلي.

وأوضح أبو الفتوح أن هذه الخطة ترتكز على استيراد كميات محسوبة من رؤوس الماشية، تضمن تغطية الطلب المتزايد على اللحوم خلال فترة العيد، وفي الوقت ذاته تحافظ على مصالح المربين المحليين، مضيفًا أن الكميات المستوردة جرى تحديدها بناءً على دراسات دقيقة للسوق، بحيث لا تؤدي إلى الإغراق أو انخفاض الأسعار بطريقة تضر بصغار المنتجين.

وقال: الحكومة حرصت على تحقيق معادلة توازن بين حجم الاستهلاك المرتفع في العيد والمعروض من اللحوم، مع الحفاظ على استقرار السوق المحلي واستمرار النشاط الإنتاجي للمربين، وهو ما يعكس دعم الدولة للقطاع الزراعي والحيواني المحلي.

وأشار وكيل لجنة الزراعة إلى أن أسعار اللحوم ستظل مستقرة ومناسبة للمواطنين، حتى مع اقتراب ذروة موسم الأضاحي، لافتًا إلى وجود رقابة مشددة على الأسواق ومنافذ البيع لضمان عدم استغلال المواطنين أو رفع الأسعار بشكل غير مبرر.

وأكد أن وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة التموين والهيئة العامة للخدمات البيطرية، تعمل على تأمين منافذ بيع مباشرة للمواطنين في مختلف المحافظات، تشمل اللحوم الحية والمجمدة، وتُطرح بأسعار مدعومة تناسب جميع الفئات، في إطار حرص الدولة على تخفيف الأعباء المعيشية.

أبوصدام: ركود السوق وانخفاض الإقبال سلاح مزدوج لاستقرار أسعار الأضاحي

وتوقع حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن يشهد موسم عيد الأضحى هذا العام استقرارًا ملحوظًا في أسعار الماشية، مرجعًا ذلك إلى حالة الركود الحالية في سوق الماشية الحية، وانخفاض القوة الشرائية للمواطنين مقارنة بالسنوات الماضية.

وأوضح أبو صدام أن الإقبال على شراء الأضاحي، خاصة من قبل المواطنين الذين اعتادوا على التضحية بأكثر من رأس ماشية، لم يعد بنفس الزخم الذي كان عليه سابقًا، ما يخفف من الضغط التقليدي الذي يشهده السوق في هذه الفترة من كل عام.

وأضاف أن الكميات المستوردة من رؤوس الماشية تسهم بدورها في توازن السوق، إذ تغطي نحو 40% من حجم الاستهلاك المحلي، مما يعزز من وفرة المعروض ويقلل من احتمالات حدوث قفزات سعرية.

وأكد نقيب الفلاحين أن هذه العوامل مجتمعة تصب في صالح استقرار الأسعار خلال موسم الأضحى، لافتًا إلى أن الظروف الاقتصادية الحالية دفعت العديد من الأسر إلى تقليل النفقات، ما انعكس بدوره على حركة البيع والشراء في السوق.