"تشاينا إنترناشونال كابيتال" تنطلق نحو الخليج ...

تسعى شركة "تشاينا إنترناشونال كابيتال كورب"، إحدى أبرز شركات الوساطة المالية في الصين، إلى تعزيز حضورها الدولي عبر التوسع في منطقة الخليج العربي وجنوب شرق آسيا، مستفيدة من النمو المتزايد في الطلب على الخدمات المالية العابرة للحدود في تلك المناطق، وذلك ضمن إطار خطتها العالمية الطموحة.

وتستعد الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في بكين، لافتتاح فرع جديد في مدينة دبي، في خطوة تهدف إلى استقطاب صناديق الثروة السيادية والتكتلات الاقتصادية الكبرى في الخليج، حسب تصريحات وانج هانفينج، نائب رئيس مجلس الإدارة، الذي أكد أيضًا سعي الشركة لتوسيع أنشطتها في جنوب شرق آسيا، مستندة إلى تجارب سابقة مثل افتتاح مكتب تمثيلي في فيتنام عام 2023، وإنشاء وحدة تابعة في سنغافورة منذ عام 2008.

وقال وانج: "إذا اكتفينا بالتركيز على السوق المحلية دون التفاعل مع العالم، فسنفقد تأثيرنا ودورنا"، موضحًا أن الشركة تهدف إلى بناء جسر بين الشركات الصينية والأسواق العالمية، بما يُمكّن المستثمرين الأجانب من الوصول إلى الصين، والعكس، وفق تصريحاته لـ"بلومبرج".

وأوضح أن "تشاينا إنترناشونال كابيتال" ستمنح أولوية خاصة لأسواق أميركا اللاتينية وآسيا الوسطى، إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية، في إطار خططها للمساهمة في تعزيز مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها الصين عام 2013، وتستهدف تمويل مشاريع بنية تحتية في دول الشراكة.

وأشار إلى أن الشركة تستهدف المساهمة الفاعلة في مشاريع الطاقة والبنية التحتية في الخليج العربي، عبر توفير حلول التمويل والخدمات المالية الهيكلية، وسط تنامي الاهتمام من جانب الشركات الصينية والإقليمية بالاستثمار المشترك، وصفقات الاندماج والاستحواذ، والطرح العام للأسهم.

وقال وانج إن هناك "تآزرًا قويًا" بين الشركات الصينية ونظيراتها في الخليج، خاصة في مجالات الطاقة الخضراء، ما يعزز فرص التعاون طويل الأمد.

تعاون أوسع مع جنوب شرق آسيا

تعتزم الشركة تعزيز التعاون مع أسواق جنوب شرق آسيا، التي تسعى بدورها لتطوير قطاعات الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والاستهلاك.

وأوضح وانج أن شركته قادرة على تسهيل التمويل والاستثمار المتبادل بين الجانبين، بفضل خبرتها الواسعة وقدراتها التكنولوجية.

وفي السياق ذاته، أعلنت "سي جي إس إنترناشيونال"، التابعة لـ"تشاينا غالاكسي سيكيوريتيز"، عن خطط لتعزيز الاستثمارات العابرة للحدود بين الصين ودول جنوب شرق آسيا، في ظل تزايد الضغوط التجارية العالمية، خاصة من الولايات المتحدة.

وأكدت كارول فونج، الرئيسة التنفيذية للشركة، في أبريل الماضي، أن هذه الخطوة تأتي في إطار تفاؤلها بتنامي العلاقات بين الجانبين، وفقًا لـ "بلومبرج".

كما كشف وانج عن نية "تشاينا إنترناشونال كابيتال" زيادة عدد موظفيها في الخليج وجنوب شرق آسيا، لدعم خططها التوسعية، دون الكشف عن أرقام أو أهداف محددة في الوقت الحالي.

أداء مالي وتحديات السوق

ورغم توسعها الخارجي، شهدت الشركة تراجعًا في أرباحها بنسبة 7.5% خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، نتيجة انخفاض عوائد الوساطة والخدمات المصرفية الاستثمارية، إلى جانب تراجع رسوم الاكتتاب والرعاية بنسبة 37%، على خلفية ضعف نشاط الطرح العام الأولي وعمليات بيع الأسهم الإضافية في السوق الصيني.

وتواصل الشركة خطتها الاستراتيجية، التي تتماشى مع توجه الدولة نحو دفع شركات الوساطة نحو العولمة، وتأسيس بنوك استثمارية صينية رائدة بحلول عام 2035، وسط بيئة اقتصادية صعبة وتوترات تجارية مستمرة، لا سيما مع الولايات المتحدة.

بورصة هونج كونج

على صعيد الأسواق المالية، تتوقع الشركة انتعاشًا في أنشطة الإدراج في بورصة هونج كونج خلال عام 2025، مقارنة بالسنوات الأخيرة، مع تزايد عدد الصفقات الكبرى التي تتجاوز مليار دولار أمريكي. وسجّل مؤشر هانج سنج ارتفاعًا بنسبة 9.5% منذ بداية العام، ليصبح واحدًا من أفضل المؤشرات أداءً على مستوى العالم.

تجدر الإشارة إلى أن "تشاينا إنترناشونال كابيتال" بدأت أنشطتها الدولية منذ عام 1997 عبر وحدة في هونغ كونغ، والتي أصبحت لاحقًا نواة التوسع العالمي للشركة، وتُدير الشركة اليوم أصولًا تُقدّر بـ194.4 مليار دولار هونج كونج (حوالي 25 مليار دولار أمريكي) حتى نهاية عام 2024، حيث شكّلت العمليات الخارجية نحو 50% من صافي أرباح المجموعة خلال العام ذاته.