أخبار عاجلة

رسائل مؤتمر "العدالة والتنمية".. تنصيب "الزعيم" والخوف من المستقبل

رسائل مؤتمر "العدالة والتنمية".. تنصيب "الزعيم" والخوف من المستقبل
رسائل مؤتمر "العدالة والتنمية".. تنصيب "الزعيم" والخوف من المستقبل

لم يجد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أي عناء في الحفاظ على كرسي قيادة حزبه في المؤتمر الوطني التاسع، الذي التأم نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة بوزنيقة، مخيبا بذلك طموح الكثير من إخوانه وخصومه الذين كانوا يأملون مجيء وجه سياسي جديد لفتح صفحة مغايرة في تاريخ الحزب ذي المرجعية الإسلامية.

مؤتمرو حزب العدالة والتنمية، الذين صوتوا بغالبية كبيرة لبقاء بنكيران في القيادة، برهنوا على أن الحزب ما زال يحن إلى الفترة الذهبية من تاريخ الحزب التي قادهم فيها الرجل إلى اكتساح الانتخابات الجماعية والتشريعية في 2015 و2016 على التوالي.

غير أن استمرار بنكيران على رأس “بيجيدي” لا يخلو من تحديات وصعوبات حسب ما يراه متابعون للشأن السياسي والحزبي بالبلاد، إذ إن الرجل لم يستطع طيلة السنوات الماضية في إنهاء حالة الانقسام الداخلي، رغم أنها بدت شبه غائبة في المؤتمر؛ بالإضافة إلى العلاقة المتوترة مع الدولة والسلطات التي يمثل عدم تمويل وزارة الداخلية لأشغال المؤتمر رسالة ومؤشراً واضحاً على ذلك.

حزب محافظ

محمد العمراني بوخبزة، الأكاديمي والمحلل السياسي، اعتبر أن المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية تضمن رسائل سياسية مهمة جدا، لافتا إلى أن أطوار المؤتمر ركزت بشكل كبير على من يتولى الأمانة العامة ولم يكن هناك حديث عن المشروع أو البرامج التي تنافس على أساسها المرشحون لمنصب الأمين العام.

وأضاف العمراني بوخبزة، في حديث مع هسبريس، أن هذا المؤشر يبين أن المشروع الإصلاحي الذي أحدث على أساسه حزب العدالة والتنمية لم يستنفد بعد حضوره، معتبرا أن إعادة انتخاب بنكيران جعل الحزب يعيش على “مركزية الأشخاص عوض مركزية المشروع والفكرة”.

وسجل الأكاديمي والمحلل السياسي أن مخرجات المؤتمر ستكون لها تبعات، خاصة على المستوى القريب، حيث إننا “قد نعيش في مرحلة فيها غلبة انطباعات الشخص الرئيس عوض نقاش حول الأفكار داخل حزب العدالة والتنمية، وسنتابع ما سيصدر عن بنكيران أكثر من العمل على فهم الأدبيات ومرجعية حزب العدالة والتنمية، وهذا تحول يجب ألا نغفل الحديث عنه والاهتمام به”.

وتابع المتحدث ذاته موضحا أن حزب العدالة والتنمية أعطى انطباعا بكونه “حزب محافظ لا يرغب في التغيير أو يخاف التغيير من خلال تشبثه ببنكيران”، معتبرا أن هذا الأمر يدل على أن “المصباح” يخشى على الحزب من المستقبل الذي “قد يكون مجهولا إذا ما تم إسناد مسؤولية الرئاسة إلى شخص آخر، خاصة أننا نتحدث عن تعاقب الأجيال داخل الحزب”.

وزاد مفسرا “لا يمكن تصور أن الجيل الجديد سيتولى تدبير الحزب لمواجهة التحديات المستقبلية.. إذن، فالاعتماد على المجرب الذي خبروه وعرفوه أحسن من المغامرة بشخص آخر قد يتفاجؤون بأسلوبه وطريقة تسييره ومواقفه؛ وهو ما يؤكد أن الحزب يخشى إكراهات المستقبل”.

وأشار العمراني بوخبزة إلى أن الخرجات التي قام بها بنكيران قبل المؤتمر كانت “خرجات مدروسة وذكية رسمت صورة الزعيم الأبدي بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، حيث إنه استطاع أن يستثمر في بعض الملفات والمواضيع التي كثيرا ما كانت تقض مضجع الحزب واستثمرها بشكل إيجابي؛ من قبيل التطبيع والبلوكاج ومدونة الأسرة وعلاقته ببعض الأحزاب السياسية وقياداتها”.

كما أن أعضاء الحزب يرون أن مستقل العدالة والتنمية قد يكون “مطمئنا عليه مع السلطة مع بنكيران أكثر من غيره، خاصة في السياق الذي يعرفه الجميع مع ما جرى للإخوان المسلمين في مصر والإخوان المسلمين في الأردن وما يجري لـ”حماس””، خصوصا أن بنكيران “استطاع حقيقة أن يخلق نوعا من الطمأنينة لدى الدولة بحكم دفاعه عن الثوابت والتأكيد على ذلك بأسلوبه الخاص”.

ساحة خالية لبنكيران

من جهته، قال محمد شقير، الكاتب والمحلل السياسي، أن هناك عوامل أساسية لعبت دورا أساسيا في إعادة انتخاب بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية؛ أبرزها “إقصاء كل القيادات التي كان في إمكانها منافسة بنكيران، وعلى رأسها مصطفى الرميد الذي انسحب من الحزب لظروفه الصحية من جهة؛ ولانتقاده لطريقة تسيير بنكيران للحزب من جهة أخرى”.

وأضاف شقير، في حديث مع هسبريس، أن ابتعاد عبد العزيز الرباح بدوره ترك الساحة “فارغة أمام بنكيران؛ بالإضافة إلى مقاطعة العديد من القيادات لحضور أشغال المؤتمر التاسع، وهي عوامل ساهمت في فسح المجال أمام أنصار ومؤيدي بنكيران كالأزمي والخلفي وغيرهما لتغليب كفتهم”.

كما اعتبر المحلل ذاته أن قرب موعد الانتخابات التي لم يتبق لها إلا أقل من سنة، خاصة أنها ستفرز ما ينعت حاليا بحكومة المونديال؛ وبالتالي فالحزب يراهن على “شخصية بنكيران في ظل تراجعه السياسي وعدم تعافيه من الانتكاسة الانتخابية، للتموقع في الانتخابات المقبلة، خاصة بعد انخفاض عدد أعضائه إلى النصف وتجميد بعض قياداته لنشاطها الحزبي”.

هدف الانتخابات

أوضح محمد شقير أن حزب “المصباح” يحاول، عبر إعادة انتخاب بنكيران، أن يرسل إلى الدولة إشارات بأنه “سيحافظ على مواقفه المعارضة سواء لسياستها الخارجية المتعلقة باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل والتي انعكست من خلال مشاركته في مسيرات التضامن مع غزة، أو في دعوته لقيادة “حماس” لحضور المؤتمر، إذ نقلت كلمة أحد قيادييها الذين تعذر عليه الحضور شخصيا”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن كلمة بنكيران، التي انتقد فيها حكومة عزيز أخنوش “ناعتا إياها بالحكومة الفاشلة، تعكس رغبة الرجل في التركيز على خوض غمار الاستحقاقات المقبلة”؛ فقد أعلن بنكيران، بعد إعادة انتخابه، أن انشغاله الأساسي كحزب سياسي هو “التنافس على الانتخابات التشريعية وإذا لم تكونوا مستعدين خليوني نمشي بحالي”.

واستدرك الكاتب والمحلل السياسي عينه قائلا: “غير أن بنكيران إذا لم يستطع إجراء مصالحة داخل الحزب وتقديم بعض التنازلات للقيادات المنسحبة وإعادة النظر في طريقة تسيير الحزب التي تكتسي في بعض الأحيان طابعا فرديا وشخصيا، وعدم الانجرار وراء الخرجات غير المحسوبة، وإعادة النظر في بعض تحالفاته التي تستند إلى جوانب شخصية؛ فإن الحزب قد يفقد ما تبقى له من شعبية وقوة عددية”.

وزاد شقير مفسرا “لكن إذا ما تجاوز بنكيران خطابه “الشعبوي” وبنى تحالفاته من خلال منطق المصلحة، واستطاع إرجاع بعض القياديين لتمتين تماسك الحزب؛ فإن ذلك قد يزيد من مضاعفة عدد مقاعده ليشكل فريقا داخل البرلمان بمجلسيه”، في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بث مباشر.. مشاهدة مباراة إسطنبول باشاك شهير وجوزتبه في الدوري التركي
التالى الداخلية السعودية تكشف عن عقوبات مخالفي تعليمات الحج