
بعنوان “ربيع الصيانيم” صدرت الترجمة العربية للعمل الأدبي غير الخيالي للكاتب المغربي جاكوب كوهين، وهو ابن ‘ملّاح مكناس’، يهوديّ الديانة، ومدافع عن “القضية الفلسطينية”، ومعروف بكتاباته المناهضة لـ”الصهيونية”.
عن “منشورات المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” صدرت هذه الترجمة عن اللغة الفرنسية في 235 صفحة من القطع المتوسط، مهداة إلى “جميع الذين يناضلون من أجل العدالة في فلسطين”، وأشرف على ترجمتها الباحث أحمد ويحمان، ويقول كاتبها الذي كان أستاذا بكلية الحقوق بالدار البيضاء، ويقطن حاليا بفرنسا: “لا يمكننا أن نفهم القوة الصهيونية الغاشمة في العالم، ونتعلم كيفية محاربتها، إذا تجاهلنا الصيانيم”.
ويعرّف تقديم ترجمة كتاب عضو “الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام” هؤلاء “الصيانيم” موردا: “مدير الموساد ‘مايير عميت’ خطرت له عام 1959 فكرة استخدام اليهود الذين يعيشون خارج إسرائيل (الشتات) كعملاء نفوذ ودعاية ودعم واستخبارات وتعاون بجميع أنواعه؛ وسيكون هؤلاء هم من يسمّون بالعبرية ‘صيانيم’، بمعنى ‘أولئك الذين يتعاونون’، وسيعمل الموساد على تجنيدهم في كافة المجالات المهمة من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأكاديمية والاقتصادية والمالية والإعلانية والسينمائية والفنية وغيرها”.
رواية “ربيع الصيانيم”، المندرجة ضمن “المدرسة الواقعية” غير المنفصلة عن الأحداث الحقيقية ومسؤولية التوعية بما يحدث في العالم، تسعى إلى “إظهار وتفسير هذه الظاهرة؛ عبر فك شيفرة الموساد، من خلال كيفية تجنيد بعض الصيانيم في فرنسا، نموذجا، وكيف يتصرفون، وبأي فعالية”.
ويقدم جاكوب كوهين أيضا “مثال صيانيم ممثلي هوليوود الذين تضج بهم استوديوهاتها، وهم من قاموا بإنتاج فيلم عام 1961 بعنوان ‘الهجرة EXODUS’، الذي حقّق نجاحا عالميا كبيرا”. ويروي الفيلم “أحداث عام 1948 من وجهة نظر صهيونية حصرية (…) وهو ما رهن العقول والذاكرة الغربية لجيل كامل”.
ومن بين ما نجحت فيه الفئة موضوع العمل المترجم في الوقت الراهن “فرض اعتبار معاداة الصهيونية معاداة للسامية!!!”، حسب التقديم”، الذي يردف: “كما هو الحال في الدول الغربية الأخرى، (من إنجاز) ضمان عدم ذكر الإبادة الجماعية في غزة، المستمرة (…) في وسائل الإعلام. والويل لمن يعبّر عن التضامن الإنساني مع الفلسطينيين”، وهو ما يفسر نقل هذا العمل إلى العربية، فـ”مع أنها تندرج في دائرة جنس الإبداع الأدبي إلا أن موضوعها ومضامينها، ورسالتها الأساسية خاصة، يمكن، بل ينبغي، فهمها واستيعابها في نطاق آخر تماما”، هو: “قضية فلسطين؛ التي هي القضية المركزية للصراع في كل الشرق الأوسط، الذي يعد عصب الحياة الاقتصادية في العالم أجمع، وبالتالي موضوع صراع المصالح المستدام بين الشركات الاحتكارية العالمية العابرة للقارات، القائمة على نهب خيرات ومقدرات شعوب المنطقة من جهة، ومصالح الشعوب التواقة إلى التنمية والنهوض والتحرر من ربقة الاستعمار والاستغلال من جهة أخرى”.