تطمينات بوفرة مرتقبة في إنتاج التمور بالمغرب خلال هذا الموسم وردت على ألسنة عارضين لأصناف متنوعة من هذا المنتج الحيوي، بقطب المنتوجات المجالية بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، الذي يستعد لإسدال الستار، الأحد، على وقع إقبال كثيف من لدن المغاربة، في اليوم ما قبل الأخير.
وكان لأروقة التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، المسوّقة للتمور، نصيب بارز من هذا الإقبال، وفق ما عاينت هسبريس؛ إذ يحرص العديد من الزوار على اقتناء المعروض من هذا المنتج، بشتى أصنافه والواحات التي أنتج بها؛ فيما لا تقل أسعار الشراء عن 30 درهما وتصل إلى 180 درهما للكيلوغرام الواحد، حسب الصنف وجودته.
وأوضح العارضون، الذين تحدّثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الأسعار من المرتقب أن تبصم على التراجع، خلال الموسم الحالي، خصوصا أمام بوادر نهضة محتملة في القطاع هذا الموسم، بفعل التساقطات المطرية التي تهاطلت أخيرا، ويتوقع أن ترفع كميات الإنتاج وجودته”.
إدريس بنساكا، عارض رئيس تعاونية أشبال المكي لإنتاج وتثمين التمور بجماعة فركلة السفلى إقليم الرشيدية، أفاد بأنه يشارك “في النسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، بثلاثة أصناف من تمور واحات اغريس؛ ‘أزكزا’ والفقوس إضافة إلى المجهول ذائع الصيت”.
وأضاف بنساكا، ضمن تصريح لهسبريس من داخل رواقه بالمعرض، أن “الأثمنة التي يتم التسويق بها للزوار تنافسية، حيث تتراوح ما بين 30 و50 درهما للكيلوغرام الواحد بالنسبة لـ”أزكزا”، بينما تصعد إلى ما بين 40 و70 درهما للكيلوغرام من صنف الفقوس؛ فيما تبدأ أثمنة المجهول من 50 درهما وتنتهي في حدود 70 للكيلوغرام الواحد”.
“المعرض مرّ في ظروف جد جيدة هذه السنة، حيث إن التنظيم كان في مستوى رفيع”، شدد رئيس تعاونية أشبال المكي لإنتاج وتثمين التمور بجماعة فركلة السفلى التابعة لإقليم الرشيدية.
وأكد العارض ذاته أن “التساقطات المطرية التي تهاطلت خلال شهري شتنبر وغشت ساهمت في ‘ولادة’ العديد من إناث النخيل، هذا الموسم الذي بدأ بأنشطة التلقيح الجارية خلال هذه الفترة”، موضحا أن “الكميات التي تساقطت تحديدا خلال شهر مارس وأبريل سوف ترفع من إنتاج ومردودية نخيل الواحات، لا سيما من حيث كبر الحجم””.
بدورها، تلاقي تمور واحة “فجيج” إقبالا لافتا في “سيام”، حيث شاهدت هسبريس توافد العديد من الزائرين على أروقة عارضي تمر هذه الواحة؛ وضمنهم فؤاد أجدير، من التعاونية ذات النفع الاقتصادي للتمور بالمدينة، الذي أكد “حرص نسبة مهمة من الزائرين على اقتناء التمر الفجيجي”.
وأفاد أجدير، مُتحدّثا لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن التعاونية التي ينتمي إليها تعرض أصنافا متعددة من التمور؛ غير أن أبرزها، وهي التي تشتهر بها فجيج على الصعيدين الوطني والمحلي، هي ‘أزيزا’، التي يعني اسمها باللغة الأمازيغية اللون الأخضر”.
وقال العارض ذاته إن “هذا الصنف من التمور، الذي لا ينتج بواحة أخرى غير واحة فجيج، يقبل عليه الكثير من الزبناء؛ بالنظر إلى نسبة السكريات به تبقى منخفضة، على الرغم من حلاوته”، كاشفا أن “الأثمنة التي يتم بها تسويقه تختلف حسب النوع، إذ تتراوح ما بين 40 إلى 120 درهما وتصل 180 درهما للكيلوغرام الواحد بالنسبة للأجود”.
وشدد العارض للتمور بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس على أن “هذا الملتقى الدولي للفلاحة يفتح آفاقا كبيرا خصوصا بالنسبة للتعاونيات حتى تتمكن من تسويق منتجاتها”، مشيدا بـ”مستوى التنظيم والمواكبة التي تلقاها العارضون”.
وبشأن توقعات الإنتاج خلال الموسم الجاري، قال إن “الأمطار الطوفانية، التي تهاطلت بعد سنوات عديدة من الجفاف، جاءت في أوقات حساسة؛ ما تسبب في ضياع محاصيل من التمور خلال شهر شتنبر”، مستدركا أنه “بفضل تأثيرها على الفرشة المائية، يرتقب أن ترتفع الكميات المنتجة من التمور هذه السنة؛ ما سيخفض بالأسعار إلى مستويات تناسب الجميع”.