رغم استمرار معاناتها جراء غلاء المدخلات بفعل تواصل تخييم تداعيات الجفاف أبت عشرات التعاونيات المغربية العاملة في إنتاج وتثمين المنتجات المحلية إلا أن تُجدد اللقاء والصلة مع زبائن “سيام” خلال نسخته العاشرة المستمرة، رافعة رهان “جذب زبائن جُدد، مع تكييف أثمان التسويق ومستوى أسعار المواد الأولية، وقدرة جُيوب الزائرين، في آن”.
وتُسجّل هذه التعاونيات المتراصة أروقتها بقطب المنتجات المجالية إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين، خُصوصا الذين يُغريهم كل ما هو طبيعي الإنتاج (بيو)، سواء انتمى إلى خانة التغذية من الكسكس والعجائن والعسل “الحر”، و”أملو”، أو إلى مستحضرات التجميل والأعشاب الطبية؛ فما يكاد فوج من الزبائن يغادر رواق تعاونية حتى يعاجل نفر آخرون العارضين به.
“عجلة إنتاج التعاونيات مازالت مستمرة رغم تداعيات تغير المناخ، وتطمح إلى زيادة السرعة، بعد التساقطات المطرية التي شهدها الموسم الجاري”، تفيد شهادات عارضين لهسبريس؛ فيما يؤكد بعضهم أن “مواكبة التطورات التكنولوجية، وضمنها المتصلة بالذكاء الاصطناعي، جارية، إذ يتم التدريب على كل ما هو مرتبط بالفلاحة الرقمية”.
تعاونيات تُكافح
فاطمة صابر، رئيس تعاونية “سلامة” بجهة بني ملال الخنيفرة، أفادت بأن هذه التعاونية “تعمل في مجال إنتاج الكسكس بالأساس، إضافة إلى عدة منتجات مجالية طبيعة”، مردفة بأن “ما تعرضه بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، هذه السنة، يلاقي إقبالا منخفضا مقارنة بنسخة العام الماضي، بسبب تغيير مكان الرواق”.
وأضافت صابر، ضمن تصريح لهسبريس، أن “التعاونية تحاول تصريف المنتجات رغم أن أثمانها مرتفعة نسبيا هذه السنة، بسبب الغلاء المسجل في أسعار المواد الأولية”، مشددة على أنها “تحاول جهد الإمكان الملاءمة بين طبيعة المنتجات المعروضة والأثمان، لكي تكون في متناول المواطنين”.
وقال عزيز الريوني، رئيس تعاونية الريف لتجفيف التين في وزان، إن “التعاونية تجدد المشاركة في المعرض، الذي يبدو أن نسخته الجارية تبصم على إقبال كبير”، كاشفا أن “هذه المناسبة تمثل فرصة مهمة للتعرف إلى زبائن جدد، سواء بغرض تسويق المنتجات لهم في المستقبل أو لتوقيع شراكات”.
“مبيعات التعاونية تسير إلى حد الآن على مايرام، إذ ثمة إقبال ملحوظ”، يورد الريوني لهسبريس، مفيدا بأنه “رغم الارتفاع المسجل في أثمان منتجات التين، بفعل تداعيات الجفاف على المعروض من المحصول، فإن جودة ما تعرضه التعاونية منه حالت دون وجود أي عزوف من قبل الزائرين أو الزبائن العاديين”.
“الاصطناعي” مستحضر
وتحرص تعاونية الراحة للأعشاب الطبية والعطرية، التي زارتها هسبريس في رواقها، على “مواكبة التطورات التكنولوجية، بما فيها المتصلة بالذكاء الاصطناعي؛ فبعدما كانت الأمور قائمة على وسائل إنتاج وطرق اشتغال بسيطة لدى التأسيس نحرص كشباب على إضافة الأدوات التكنولوجية الذكية، سواء في التسويق أو آليات الإنتاج”، يقول أحمد قرقوس، عضو التعاونية الكائنة بتطوان.
وأكد قرقوس، ضمن تصريح لهسبريس، أن “التعاونية تشتغل بطرق تستوعب كافة التطورات التكنولوجية، سواء المتصلة بالسقي أو الجني أو غيرهما”، مضيفا: “ننكب أساسا خلال الفترة الحالية على تكوين أعضاء التعاونية في ميدان الفلاحة الرقمية، الذي يشمل الذكاء الآلي”، وأكمل: “تكفي معرفة كيفية الاشتغال بهذا الابتكار، إذ يظل طريقة جيدة بالنسبة إلينا”.
“في معرض ‘سيام’ نلتقي زبائن جددا وآخرين قدامى، إذ إن هذه المشاركة السابعة لنا في هذا الملتقى الدولي”، يضيف العارض نفسه، مواصلا بأن “الأثمان سجّلت تغيرا مقارنة بالسابق، نظرا لغلاء المواد الأولية”.
ويُحاول الرجل بمعية بقية العارضين من التعاونية ذاتها قدر الإمكان إحاطة المواطنين بأسباب الغلاء؛ “وفي المحصلة ثمة من يقتنعون وآخرون لا”، وفق ما أكده، موردا أن “الإقبال لم يكن عند المستوى المتوقع، لكن الأمور تسير بخير والحمد لله على أي حال”.
نهضة قادمة
قدِم عبد العالي حمو ناصر، ممثل المجموعة ذات النفع الاقتصادي مزكيطة للتمور، بإقليم زاكورة، إلى “الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس بمجموعة من أصناف هذا المنتج الحيوي، تشمل الفقوس والمجهول و ‘بوستحمي’ و’المجيهل”، وقال لهسبريس إن “أثمان التسويق هذه السنة مرتفعة بنسبة طفيفة مقارنة بالسنة الماضية، بسبب انعكاس الأمطار على المنتج”.
وتوقّع ناصر، الذي تحدّث للجريدة من داخل رواقه، أن “تخلّف التساقطات المطرية نفعا كبيرا وواسعا لمحاصيل التمور هذا الموسم (بدأت فترة التلقيح به)؛ ما سينعكس على أثمان التسويق للمستهلك المغربي”.
ووعد المتحدث في هذا الصدد “كافة زوار النسخة المقبلة من ‘سيام’ بأثمان في المتناول، منخفضة بالمقارنة مع أسعار التمور خلال الفترة الحالية”، مشددا على أن “الإقبال (رغم الزيادات المسجّلة) يبصم حتى الآن على مستوى مرتفع”.
" frameborder="0">
