
الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي فى حوار لـ تحيا مصر
. انحراف مسار التقييمات الأسبوعية وأصبحت وسيلة لاجبار الطلاب على الحضور بالمدارس
. زاد عدد الأسئلة في امتحان الإحصاء لطلاب اعادة الهيكلة بعد أن أصبحت مادة أساسية مضافة إلى المجموع بحوالي 17 سؤالا
. انخفاض الدرجات المقابلة لكل 1% من 4.1 درجة إلى 3.2 درجة فقط لطلاب الثانوية العامة
. لا أوافق على جعل اللغة الأجنبية غير مضافة للمجموع في ضوء احتياج الدولة المصرية لتلك اللغات
. يجب اعادة النظر في رسوم اعادة التحسين فى نظام البكالوريا الجديد
سادت حالة من الجدل خلال الفترة الماضية بين أولياء الأمور والطلاب وذلك بسبب القرارات العديدة من وزارة التربية والتعليم اولها كان التقييمات الأسبوعية ثم إعادة هيكلة الثانوية العامة ومقترح نظام البكالوريا الجديد بديلا للثانوية العامة وانقسمت الآراء حوله ما بين مؤيد ومعارض وأكد الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي والاستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس فى حوار لـ تحيا مصر انه شهد العام الدراسي الحالي اقبالا اكبر والتزاما أكبر من الطلاب بالحضور إلى المدارس مقارنة بالأعوام السابقة وذلك في ضوء خوفهم من فقد درجات التقييمات.
كما أشار «شوقي» إلى مميزات وعيوب جدول الثانوية العامة مع تأثير الدرجات بعد إعادة هيكلة الثانوية العامة.
ما رأيك فى التقييمات الأسبوعية وهل هى مفيدة للطلاب ام انها وسيلة لجذب الحضور فقط ؟
التقييمات المستمرة ومن بينها التقييمات الأسبوعية هي جزء أصيل من العملية التعليمية وتؤدي مجموعة متنوعة من الوظائف المهمة سواء للطالب أو للمعلم منها تحفيز الطالب على اتقان الدروس المختلفة والتعرف على نواحي القوة والضعف في تحصيله الدراسي في المقررات المختلفة وبالتالي تلافيها، وكذلك تدرببه على الامتحانات وإزالة روح الرهبة منها، كذلك تعريف المعلم بنواحي القوة والضعف في أساليب تدريسه للطلاب في ضوء نتائجهم في التقييم، غير أن التقييمات الاسبوعية المطبقة في المدارس في الوقت الحالي تعاني من اشكاليات متعددة تعوقها عن تحقيق تلك الأهداف والوظائف منها كثافة عدد الطلاب في الفصول حتى لو كان أقل من ٥٠ طالبا فهو معدل مرتفع، وكذلك تحمل المعلم أعباءا كثيرة تعوقه عن تقييم طلابه بشكل جيد منها انه ملزم بخطة تدريسية في نظاق زمني معين ومن ثم تعوق التقييمات الأسبوعية تنفيذه لها مما قد يعرضه للمساءلة القانونية، كذلك فان معرفة الطلاب للتقييمات قبل تكليفهم بها يخرج التقييمات من كونها تقييمات حقيقية إلى تكليفات وواجبات قد يقوم الطالب بحلها بمساعدة والديه أو حتى غشها، وهذا يعني انحراف مسار التقييمات الأسبوعية واصبحت وسيلة فقط لأجبار الطلاب على الحضور إلى المدرسة دون أن تحقق أهدافها التربوية الأخرى
هل شهد العام الدراسي اقبالا من الطلاب باختلاف العام الماضي؟
في ضوء تصريحات الوزارة وما نشهده في المدارس فقد شهد العام الدراسي الحالي اقبالا اكبر والتزاما أكبر من الطلاب بالحضور إلى المدارس مقارنة بالأعوام السابقة وذلك في ضوء خوفهم من فقد درجات التقييمات، بل والملفت للنظر أن الكثير من الطلاب الذين يتعرضون لبعض الحالات الصحية المرضية يضطرون إلى الحضور وعدم الغياب، وأن كنا نفضل أن يلتزم الطلاب بالحضور إلى المدرسة برغبة داخلية منهم ودون إجبار ويتحقق ذلك عندما تتوافر شروط جذب المدارس للطلاب ومنها توافر معلمين أكفاء بها، وقلة عدد الطلاب في الفصول، فضلا عن توفير الأنشطة المختلفة للطلاب
تم الإعلان عن جداول امتحانات الثانوية العامة.. ما ملاحظاتك عليها؟
الجداول بشكل عام جيدة وتم اعلانها في وقت مبكر قبل الامتحانات، وتم مراعاة وضع جداول منفصلة لكل من طلاب الثانوية العامة قبل اعادة الهيكلة ولطلاب الثانوية العامة بعد الهيكلة، ولم تختلف مكونات ونسب الاسئلة المقالبة والأسئلة الموضوعية عن العام السابقين فيما عدا في امتحان اللغة الأجنبية الأولى بعد زيادة الدرجة الكلية له في النظام الجديد إلى ٦٠ درجة بدلا من ٥٠ درجة مما اقتضى زيادة عدد الأسئلة في الاختيار من متعدد، كما زاد عدد الأسئلة في امتحان الإحصاء لطلاب اعادة الهيكلة بعد أن أصبحت مادة أساسية مضافة إلى المجموع بحوالي ١٧ سؤالا ، بينما احتفظت جميع المواد الأدبية والعلمية بنفس عدد الأسئلة كما في العام الماضي(٤٤ سؤالا اختيار من متعدد، سؤالين مقاليين)، وفي كل الأحوال مثل هذا الثبات يفيد الطلاب في التدريب على الامتحانآت والاستعداد لها بشكل أفضل
بعد إعادة هيكلة الثانوية العامة ماذا عن تأثير ذلك على درجات الطلاب ؟
على الرغم من أن تقليل عدد المقررات الدراسية بمقدار ٣ مقررات في كل شعبة يعتبر أمرا جيدا بالنسبة للطالب في ضوء توفير مذاكرة تلك المقررات من حيث الوقت المخصص لاستذكارها، والدروس الخصوصية، والكتب والمذكرات المتصلة بها، الا أن هذا التقليل كان له تأثيرات خطيرة على المجموع الكلي للدرجات الذي انخفض من ٤١٠ إلى ٣٢٠ درجة وهذا يعني انخفاض الدرجات المقابلة لكل ١% من ٤.١ درجة إلى ٣.٢ درجة فقط ومن ثم فأن خسارة الطالب اي درجات سيؤثر بشدة على النسبة المئوية لمجموعه الكلي، كما ان زيادة درجات اللغة الأجنبية الأولى إلى ٦٠ درجة بدلا من ٥٠ جعل مجموع اللغتين في كل شعبة حوالي ٤٤% من مجموع الدرجات مما يعني تضاؤل دور المواد التخصصية في تحديد تميز الطلاب في كل شعبة وهذا يحتاج إلى اعادة نظر، لان مواد التخصص هي التي يجب اعطائها أوزان نسبية اكبر وليس المواد العامة
هل موافق على اعتبار اللغة الأجنبية الثانية غير مضافة للمجموع ؟
لا أوافق على جعل اللغة الأجنبية غير مضافة للمجموع في ضوء احتياج الدولة المصرية لتلك اللغات باعتبار أن مصر دولة سياحية من الدرجة الأولى، وكذلك في ضوء ما تعقده مصر من اتفاقيات ثقافية وتعليمية مع الدول الناطقة باللغات الأجنبية الثانية، كما ان الكثير من البرامج والأقسام بالجامعات المصرية تقوم على اللغات الأجنبية الثانية مما يحتم جعلها مادة أساسية
ما تعليقك على نظام البكالوريا بديلا للثانوية العامة؟
نظام البكالوريا يحمل الكثير من الإيجابيات مثل تقليل الضغوط على الطلاب واتاحة الفرص لهم لتحسين مجموعهم، وتقليل عدد المواد؛ وتوزيعها على عامين؛ وكذلك وجود أربعة مسارات يختار من بينها الطالب، وإمكانية دراسة الطالب لمقررات مسار أخر مما يتيح له الفرصة للالتحاق بكليات كلا المسارين، مع ذلك توجد بعض الاشكاليات التى يواحهها النظام ولا بد من حلها مثل جعل التربية الدينية مادة أساسية، واختيار الطالب بين مقررات لا علاقة ببعضها مثل الاختيار بين علم النفس واللغة الاجنبية الثانية، وجعل مادة مثل الإحصاء أساسية لطلاب الشعبة الأدبية في حين أن مادة علم النفس اختيارية، كما يجب اعادة النظر في رسوم اعادة التحسين.
أكدت مصادر لموقع تحيا مصر أنه لم يتم تطبيق نظام البكالوريا العام المقبل ما تعليقك؟
هذا قرار موفق وهو ما طالبنا به منذ اليوم الأول لطرح نظام البكالوريا لان ذلك يتيح دراسة اكبر لسلبيات هذا النظام وعلاجها، كما يمهد لاعداد المعلمين والكتب في المقررات الجديدة، كذلك فان ذلك يسمح بتطبيق المناهج الجديدة في البكالوريا على الطلاب الذين تم تطبيق منظومة المناهج الجديدة عليهم منذ مرحلة الكي جي، وهم الان في الصف الأول الاعدادي، لان تطبيق نظام البكالوريا على طلاب المناهج القديمة العام الدراسي القادم قد يتسبب في حدوث مشكلات لهم.