تناولت الصحف الغربية مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة من زوايا متعددة، مع التركيز على القضايا الإقليمية مثل الحرب في غزة والعلاقات الثنائية بين فرنسا ومصر.
وسلطت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية الضوء على مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة، مع التركيز على الدور المحوري للعلاقات الفرنسية المصرية في معالجة الأزمات الإقليمية، خاصة الحرب في غزة، فضلًا عن تعزيز التعاون الثنائي.
استندت التغطية إلى مصادر متنوعة تعكس الاهتمام الغربي بالجوانب الدبلوماسية والإنسانية والسياسية لهذه الزيارة.
أفاد موقع "فرانس 24" الإخباري أن زيارة ماكرون إلى القاهرة في أبريل 2025 جاءت في وقت حرج، حيث سعى الرئيس الفرنسي إلى تعزيز الجهود المشتركة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعم وقف إطلاق النار في غزة.
تضمنت الزيارة قمة ثلاثية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، حيث ناقش القادة سبل إعادة فتح الممرات الإنسانية وتخفيف المعاناة في القطاع المحاصر.
أبرزت الصحيفة كيف أن فرنسا ومصر، من خلال شراكتهما الاستراتيجية، تسعيان للعب دور رئيسي في تهدئة التوترات الإقليمية، مع التركيز على توفير المساعدات العاجلة للسكان المتضررين.
ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أن ماكرون استهل محادثاته يوم الأحد مع السيسي، مع خطط لاحقة لزيارة مدينة العريش القريبة من الحدود مع غزة يوم الثلاثاء.
هدفت هذه الخطوة إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني المتدهور، حيث أشار المسؤولون إلى الحاجة الماسة لتوصيل الإمدادات الطبية والغذائية.
لم تقتصر الزيارة على القضايا السياسية، بل شملت أيضًا تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية، حيث تضمن جدول ماكرون زيارة خاصة للمتحف المصري الكبير الجديد، وهو مشروع رمزي للتعاون بين البلدين.
من جانبها، استعادت وكالة "رويترز" سياقًا سابقًا للجهود الدبلوماسية الفرنسية في المنطقة من خلال تغطية زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى القاهرة في مايو 2024.
أوضحت الوكالة أن المحادثات ركزت على دعم الوساطة المصرية لإحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل وحماس، مع التأكيد على إطلاق سراح الرهائن وتأمين هدنة طويلة الأمد.
كما سلطت الضوء على موقف فرنسا الحذر، حيث حثت إسرائيل على التراجع عن عملياتها العسكرية في رفح، مما يعكس نهجًا دبلوماسيًا يسعى لتحقيق التوازن بين الضغط السياسي والحلول السلمية.
في سياق متصل، أثارت صحيفة "أفريكان نيوز" نقاشًا حول التوازن بين المصالح السياسية وقضايا حقوق الإنسان، مستشهدة بزيارة السيسي إلى باريس في ديسمبر 2020.
لاحظت الصحيفة أن ماكرون واجه انتقادات حادة من نشطاء حقوق الإنسان لتركيزه على التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب مع مصر، متجاهلًا القمع السياسي وسجن المعارضين.
أدى هذا النهج إلى احتجاجات خارج الجمعية الوطنية الفرنسية، مما يشير إلى التحديات التي تواجهها فرنسا في الحفاظ على علاقاتها مع مصر دون المساس بقيمها المعلنة. ويبدو أن هذا التوتر استمر في الظهور ضمن تغطية الزيارات اللاحقة، بما في ذلك لقاء أبريل 2025.
بهذا الشكل، قدمت وسائل الإعلام الغربية تحليلًا شاملًا لزيارة ماكرون، حيث تنوعت التغطية بين معالجة الأزمات الإقليمية، تعزيز التعاون الثنائي، والجدل حول الموازنة بين الدبلوماسية والمبادئ الأخلاقية، مما يعكس تعقيد العلاقات الفرنسية المصرية في سياق جيوسياسي مضطرب