"أولو".. لون جديد اكتشفه العلماء ولم يسبق رؤيته من قبل

تستطيع العين البشرية التعرف على ملايين الظلال، ولكن قد يكون هناك لون واحد ظل بعيدًا عنها طوال الوقت، ليس لأنه مخفي أو بعيد جدًا، ولكن لأنه ببساطة غير موجود في الطبيعة، أو على الأقل لم يكن الأمر كذلك، حتى اليوم، وفقًا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

اكتشف فريق من الباحثين من الولايات المتحدة  لونًا جديدًا لم يسبق للعين البشرية رؤيته من قبل، أطلقوا عليه اسم “أولو”، وهو، كما يقولون، ظل مكثف بشكل خاص من اللون الأزرق والأخضر، ولكن لرؤيته تحتاج إلى ليزر موجه مباشرة إلى أعماق العين.

خلال التجربة، استخدم الباحثون جهازًا بصريًا متقدمًا يسمى "أوز" ، وهو نظام معقد من المرايا والليزر والعدسات، وأرسلوا نبضات دقيقة من الضوء مباشرة إلى عيون المشاركين. الهدف هو تحفيز الخلايا المخروطية من النوع M فقط، والتي هي المسؤولة عن إدراك الظلال الخضراء، دون تنشيط الخلايا L (الأحمر) أو S (الأزرق) التي تعمل عادةً معها وتخلق إحساس اللون الذي نعرفه.

وأفاد المشاركون بعد ذلك أنهم رأوا لونًا لم يتمكنوا من وصفه، وهو مختلف عن أي شيء كانوا على دراية به، وقد وصفوه بأنه لون أزرق مخضر مشبع للغاية، وعندما حاولوا مطابقته مع عجلة الألوان ، توصلوا جميعًا إلى نفس اللون تمامًا.

وأوضح البروفيسور ران نج، أحد مؤلفي الدراسة وأحد المشاركين الخمسة، "تخيل أنك طوال حياتك لم ترَ سوى درجات الباستيل من اللون الوردي، وفي أحد الأيام يأتي شخص ما بقميص وردي فاتح، لدرجة أنك تدرك أنه لون مختلف تمامًا - ثم يقول لك: "إنه أحمر".

وبحسب قوله فإن اللون "ألو" هو لون موجود فقط في ظل ظروف تجريبية، ولا يمكن رؤيته في الواقع دون تحفيز مستهدف لخلايا بصرية محددة، لكن حقيقة أن الدماغ قادر على تفسير ذلك تثبت أننا ربما لم نر بعد كل ما تستطيع العين البشرية التقاطه.

وكما كان متوقعا، لم يقتنع جميع الخبراء، ويرى البروفيسور جون باربور، وهو باحث في مجال الرؤية من جامعة سانت جورج البريطانية، أنه على الرغم من أن هذا إنجاز تكنولوجي استثنائي، فإن التعريف ذاته لـ "اللون الجديد" يظل عرضة للتفسير، "في بعض الأحيان، قد يؤدي التغيير في حساسية مستقبلات اللون في العين إلى جعلنا نشعر بأحاسيس مختلفة من حيث السطوع أو التشبع - وهذا لا يعني بالضرورة أن هذا هو اللون الذي لم نره من قبل."