جاءت واردات الأردن من الغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري (2025) عبر دولة واحدة فقط، وسط ارتفاعها الملحوظ في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين.
واستورد الأردن نحو 0.35 مليون طن من الغاز المسال خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار 2025، حسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول من 2025"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وجاءت تلك الشحنات بعد توقف البلاد عن الاستيراد خلال المدة نفسها منذ 5 سنوات، أي أنه منذ عام 2020 لم ترصد وحدة أبحاث الطاقة حصول الأردن على أي شحنة غاز مسال خلال الربع الأول.
ويتيح الموقع الجغرافي للأردن على ميناء العقبة وجود وحدة عائمة لإعادة التغويز، استطاعت تلبية الطلب على ذلك الوقود للعديد من الدول المجاورة مثل مصر ومؤخرًا سوريا، وهو ما يشير إلى أن بعض الشحنات المستوردة استُعملت لتلبية الطلب في دول أخرى مجاورة.
يدعم ذلك خط أنابيب الغاز العربي الرابط بين مصر والأردن ولبنان وسوريا بطاقة 10.3 مليار متر مكعب سنويًا، والبالغ طوله 1200 كيلومتر.
واردات الأردن من الغاز المسال شهريًا
سجّلت واردات الأردن من الغاز المسال في الربع الأول من العام الجاري أعلى معدل لها شهريًا في فبراير/شباط الثاني، في حين كان يناير/كانون الثاني السابق له هو الأقل خلال المدة المرصودة، وفقًا للتالي:
- يناير: 0.071 مليون طن.
- فبراير: 0.139 مليون طن.
- مارس: 0.137 مليون طن.
وتظهر الأرقام السابقة أن فبراير/شباط الماضي سجّل أعلى زيادة منذ أغسطس/آب 2024، محققًا ارتفاعًا على أساس شهري بمقدار 68 ألف طن وهو معدل ارتفاع يعادل تقريبًا إجمالي واردات يناير/كانون الثاني السابق له.
في حين حقق شهر مارس/آذار الماضي ثاني أعلى معدل في واردات الأردن من الغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري، ولكنه سجل انخفاضًا طفيفًا على أساس شهري بمقدار يتجاوز 2000 طن تقريبًا.
وجاءت جميع شحنات الأردن في الربع الأول من الولايات المتحدة، ولصالح شركة الكهرباء الأردنية "نيبكو" NEPCO، وفقًا لتقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول من 2025"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، واردات الأردن من الغاز المسال على أساس ربع سنوي:
لماذا يستورد الأردن الغاز المسال؟
تتشكل غالبية مزيج توليد الكهرباء في الأردن من الغاز الطبيعي بنسبة تتجاوز 73%، وهو ما يفسر أهمية ذلك الوقود للبلاد خصوصًا مع زيادة استهلاك الكهرباء، وسط مساعي تنويع المزيج وزيادة حصة الطاقة المتجددة، التي وصلت لـ26% بنهاية 2023.
وفي السياق نفسه، تظهر أرقام وحدة أبحاث الطاقة أن الأردن يستورد الغاز لصالح دول أخرى؛ فقد استورد في 2024 نحو 0.824 مليون طن من الغاز المسال، وحصلت مصر على 0.281 مليون طن من تلك الكمية أي ما يعادل 34% من الإجمالي.
ومن المتوقع أن يكون جزء من واردات الأردن من الغاز المسال بالربع الأول من 2025 ذهب إلى سوريا بناءً على اتفاقية موقعة بين قطر والأردن منتصف مارس/آذار 2025، وهي عبارة عن منحة مقدمة من صندوق قطر للتنمية.
وتضمّنت الاتفاقية استعمال وحدة التغويز العائمة في ميناء العقبة وضخ الغاز إلى سوريا عبر خط الغاز العربي، بهدف زيادة إنتاج الكهرباء بنحو 400 ميغاواط يوميًا في المرحلة الأولى، على أن ترتفع تدريجيًا في محطة دير علي السورية.
وكانت مصادر تحدثت مع منصة الطاقة المتخصصة، قد أوضحت أن الغاز الذي وصل إلى سوريا مصدره سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة في ميناء العقبة الأردني، وليس من دولة قطر مباشرة.
ويعني ذلك -بحسب المصادر- أن الغاز المسال الذي يضخه الأردن إلى سوريا ليس قطريًا وإنما دفعت ثمنه فقط، ومن ثم من المتوقع بعد ذلك أن يكون التوريد من الغاز القطري مباشرة.
وهو ما يؤكده مدير العلاقات العامة في وزارة النفط والثروات المعدنية أحمد سليمان، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أن سوريا ستحصل على الغاز القطري عبر خط الغاز العربي.
وتقبع في ميناء العقبة وحدة غاز مسال عائمة تحمل اسم (Solar Eskimo) بسعة تخزينية 160 ألف متر مكعب من الغاز المسال، مع قدرة تغويز تبلغ 750 مليون قدم مكعبة يوميًا، تستقبل واردات الأردن من الغاز المسال.
تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية
بدأت وحدة أبحاث الطاقة أول إصداراتها من تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في عام 2024، وتحديدًا الربع الأول (بداية أبريل/نيسان)، ويمكن الاطلاع على آخر التقارير (هنا).
ويُعد هذا التقرير أول إصدار عالمي يغطّي البيانات الحديثة بعد نهاية كل ربع سنوي، وبحدّ أقصى أسبوعان.
وتعمل وحدة أبحاث الطاقة من مقرّها في واشنطن، إذ تُصدر عدّة تقارير دورية، أسبوعية وشهرية، إلى جانب الملف السنوي لحصاد أسواق الطاقة عربيًا وعالميًا.
موضوعات متعلقة..
