وضعت سلطنة عمان قدمها بقوة على خريطة تصدير الهيدروجين، من خلال اتفاقية جديدة وُقّعت اليوم الأربعاء 16 أبريل/نيسان 2025، في خطوة ستُعزز مكانة مسقط بصفتها مركزًا عالميًا لإنتاج الوقود الأخضر.
وفي هذا السياق، كشفت مديرة تطوير الأعمال والمحتوى المحلي في شركة هيدروجين عمان (هايدروم)، رميثاء البوسعيدي، عن تطورات مشروع الهيدروجين المسال العماني، موضحة الجدول الزمني للاتفاقية وتأثيرها المتوقع في الاقتصاد العماني،
وقالت البوسعيدي، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن عام 2024 شهد استكمال 3 دراسات جدوى بالتعاون مع الشركاء الدوليين في هولندا وميناء أمستردام؛ ما مهّد للانتقال إلى مراحل التصميم الفني والتجاري، ضمن جهود التحضير لتصدير أول شحنة من الهيدروجين المسال العُماني بحلول عام 2030.
وأضافت: "نستهدف الوصول إلى الأسواق الأوروبية، وتحديدًا ميناء أمستردام، وهذا المشروع لا يقتصر فقط على الإنتاج، بل يشمل إسالة الهيدروجين وتصديره وتطوير الصناعات المرتبطة به؛ ما يجعله نقطة تحول إستراتيجية تؤسّس لمنظومة متكاملة تعزّز من ريادة سلطنة عمان عالميًا في هذا القطاع".
وتابعت: "الاتفاقية تكرّس الجهود المبذولة لتوسيع شراكاتنا الدولية وتعظيم الاستفادة من موقع سلطنة عمان الإستراتيجي، وتمثّل انطلاقة حقيقية لتدشين أول ممر تجاري عالمي لتصدير الهيدروجين المسال".
تصدير الهيدروجين المسال العماني
يُعد تصدير الهيدروجين المسال العماني مشروعًا طموحًا، إذ تخطط سلطنة عمان لإنتاج 1.25 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، باستثمارات تصل إلى 49 مليار دولار، ومثّلت الاتفاقية الأخيرة بداية لتكوين شبكة شراكات دولية تضم 11 شركة من 3 دول.
وسيرتكز هذا المشروع على البنية الأساسية القوية في منطقة الدقم، بما في ذلك خطط تطوير خطوط أنابيب لنقل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، إلى جانب اتفاقيات مع شركات مثل رويال فوباك لتطوير مركز متكامل لتداول المواد منخفضة الكربون، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى "هايدروم" لإطلاق جولات مزايدة جديدة لمشروعات الهيدروجين الأخضر متوسطة الحجم؛ لضمان تكامل المنظومة مع الصناعات التحويلية، وتوفير بنى تحتية تشجع على استدامة الإنتاج، وتوافر سلاسل إمداد متطورة، تعزّز من تصدير الهيدروجين بكفاءة.
أول ممر لتصدير الهيدروجين المسال
في إطار تعزيز تصدير الهيدروجين، وقّعت سلطنة عمان اتفاقية تاريخية لتطوير أول ممر لتصدير الهيدروجين المسال في العالم، يربط بين ميناءي الدقم في عمان، وأمستردام في هولندا، وصولًا إلى مراكز صناعية إستراتيجية في ألمانيا.
ويهدف هذا المشروع إلى تطوير مسار مباشر ومستدام لتدفق الهيدروجين المسال العماني المتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي؛ ما يعزّز من أمن الطاقة العالمي.
وتتولى "هايدروم" تنسيق الجهود الوطنية لتكامل المشروع مع الخطط الشاملة للبنية الأساسية، في حين تتكفّل شركة أوكيو بإنشاء مرافق الإنتاج والتخزين والتصدير.
وتعتمد عملية تصدير الهيدروجين في هذا الممر على سفن متخصصة طوّرتها شركة "إيكولوج"، لنقل الهيدروجين بكفاءة وأمان، في حين سيُعاد تحويله إلى حالته الغازية في أمستردام قبل توزيعه في أوروبا.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
قال وزير الطاقة والمعادن، المهندس سالم العوفي، إن هذه الخطوة تمثّل تحولًا إستراتيجيًا في مسيرة سلطنة عمان نحو بناء اقتصاد قائم على الهيدروجين الأخضر، يؤكد ثقة المستثمرين بقدرات البلاد.
من جانبها، أكدت وزيرة المناخ الهولندية صوفي هيرمانز، أهمية المشروع في تأمين مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة في أوروبا.
وتسعى أوكيو لتحويل الدقم إلى مركز عالمي متكامل للطاقة النظيفة، عبر شراكتها مع رويال فوباك، ما يعكس التزام سلطنة عمان بإرساء نموذج تنموي مبتكر يقوم على تصدير الهيدروجين ويستثمر في الجغرافيا والبنية التحتية، من أجل بناء اقتصاد مستدام ومتنوع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
