شهد مشروع تطوير محطة كهرباء عملاقة في الجزائر انفراجة، بعد تعطّل المشروع عدة سنوات بسبب الأزمات المالية التي واجهت الشركة المنفذة.
وأعلنت شركة سونلغاز، توصل الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز -إنتاج الكهرباء- إلى اتفاق مبدئي حول مقترح الشركة الإسبانية "دورو فيلغويرا" (DURO FELGUERA) بإسناد الأعمال المتبقية من مشروع إنجاز محطة توليد الكهرباء بعين وسارة في ولاية الجلفة إلى تحالف صيني مكوّن من 3 شركات.
وقالت سونلغاز، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن الاتفاق يقضي بالتزام التحالف الصيني المكوّن من 3 شركات (CPECC-APCC-NWEPDI)، بالتشغيل التدريجي لمحطة الكهرباء بداية من الشهر الـ9 الذي يلي الاتفاق النهائي.
ودخلت الشركة الإسبانية مرحلة ما قبل الإفلاس منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 وأوقفت أعمال تنفيذ محطة كهرباء عملاقة في الجزائر منذ شهر يونيو/حزيران 2024.
محطة كهرباء الجلفة
يمهّد الاتفاق المبدئي لإعادة إحياء مشروع محطة كهرباء الجلفة الذي انطلقت أعماله قبل نحو 11 عامًا، واجه خلالها العديد من التحديات التي حرمت الجزائر من قدرات ضخمة.
ويضع الاتفاق حدًا للتحكيم القائم بين سونلغاز والشركة الإسبانية وحفظ مصالح الطرفين، بعد أن لجأت سونلغاز إلى التحكيم الدولي للتعويض من جراء تأخير المشروع.
وشهدت أعمال المشروع وتيرة بطيئة منذ 2021 وصولًا إلى يونيو/حزيران 2024، إذ أعلن الطرف الإسباني وقف الأعمال بشكل أحادي، على أثر تفاقم الأزمة المالية للشركة، ودخولها في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته في مهلة منحتها إياها السلطة المسيرة للبورصة الإسبانية في مدريد لحمايتها من الإفلاس.

وقبل أسابيع، زار وفد من الشركة الإسبانية الجزائر لعدة أيام، أجرى خلالها مفاوضات مع مسؤولي شركة سونلغاز، على أمل حل الخلاف بينهما.
وتتجه الشركة الإسبانية لتعويض سونلغاز بما يقارب 100 مليون يورو (113.70 مليون دولار)، وهو المبلغ الذي جرى الاتفاق بشأنه خلال زيارة مسؤولي الشركة إلى الجزائر.
وكانت سونلغاز قد أعدت ملفًا للتحكيم الدولي طالبت فيه الطرف الإسباني بتعويض 413 مليون يورو (469.59 مليون دولار) بعد وقف أعمال تنفيذ مشروع محطة الكهرباء بشكل أحادي من طرف "دورو فيلغيرا".
الكهرباء في الجزائر
يترقّب قطاع الكهرباء في الجزائر المضي قدمًا في تنفيذ مشروع محطة الجلفة لدعم قدرات البلاد بنحو 1200 غيغاواط/ساعة، ما يدعم إنتاج البلاد الذي يصل حاليًا إلى نحو 27 ألف ميغاواط.
وتُعد محطة الجلفة من أكبر محطات الكهرباء في الجزائر، إذ تتجاوز حجم تكلفتها نحو مليار دولار، ومن المقرر أن تنتج 1280 ميغاواط
ويجري تنفيذ محطة عين وسارة وفق نمطَيْن لإنتاج الكهرباء:
- الأوّل توليد الكهرباء بتوربينات تعمل بالغاز بقدرة 640 ميغاواط.
- الثّاني توليد الكهرباء بتوربينات الحلقات الهجينة (غاز وبخار) بقدرة 640 ميغاواط.
وفازت شركة "جنرال إلكتريك" الأميركية بصفقة تصنيع التوربينات، إذ ستُركّب 4 توربينات غاز وتربونا بخار بمحطة عين وسارة.
يُشار إلى أنه اختيرت الشركة المكلفة ببناء المحطة بعد مناقصة دولية في يوليو/تموز 2013، ويتوقع أن توفر نحو 300 فرصة عمل دائمة بعد دخولهت حيّز التشغيل.
وكان من المقرر الانتهاء من أعمال محطة عين وسارة في منتصف 2017 بعد إعلان مدة تنفيذ تُقدّر بـ40 شهرًا، ثم جرى تأجيل تسليم المشروع إلى 2019 ليدخل مدة التأخر، ثم أزمة كورونا وبعدها الأزمة السياسية بين الجزائر وإسبانيا، ومن بعدها الأزمة المالية للشركة المنفذة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..