في تطور لافت للأنظار، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، حيث تجاوزت عتبة الـ 3300 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ.
وقد جاء هذا الصعود القوي مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية، من بينها ضعف قيمة الدولار الأمريكي، وتصاعد التوترات التجارية على الساحة الدولية، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل النمو الاقتصادي العالمي.
ويُعزى جزء كبير من هذه المخاوف إلى الخطط التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فيما يتعلق بفرض رسوم جمركية جديدة، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة لحماية رؤوس أموالهم، وكان الذهب في مقدمة هذه الملاذات التقليدية.
أسعار الذهب اليوم
وفي مستهل تعاملات اليوم الأربعاء، قفزت أسعار الذهب بنسبة ملحوظة بلغت 1.9% ليصل إلى مستوى 3287.79 دولار للأوقية (الأونصة)، وذلك اعتبارًا من الساعة السادسة وثمان وأربعين دقيقة بتوقيت غرينتش. وخلال الجلسة، لامس الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3294.99 دولار للأوقية. وبالمثل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 2% لتصل إلى 3304.20 دولارًا.
وقد ساهم انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.3% مقابل العملات المنافسة الأخرى في تعزيز جاذبية الذهب بالنسبة لحاملي هذه العملات، حيث أصبح المعدن الأصفر أقل تكلفة بالنسبة لهم.
يُذكر أن الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديًا كأصل استثماري آمن في أوقات عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي، والذي عادة ما يشهد ازدهارًا في بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة، قد حقق بالفعل مستويات قياسية متعددة خلال العام الجاري.
وتشير الإيداعات التي صدرت عن السجل الفيدرالي يوم الاثنين إلى أن الإدارة الأمريكية تواصل خطواتها في التحقيقات المتعلقة بواردات الأدوية وأشباه الموصلات، وذلك في إطار سعيها لفرض رسوم جمركية على هذه القطاعات.
وفي الأسبوع الماضي، قام الرئيس ترمب برفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بشكل كبير لتصل إلى 145%، وهو ما دفع الحكومة الصينية إلى الرد برفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لتصل إلى 125%.
وينتظر المستثمرون حاليًا صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية في وقت لاحق من اليوم، وذلك للحصول على مزيد من المؤشرات حول أداء الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).
وفي مذكرة صادرة عن بنك “إي إن زد”، أشار البنك إلى أن “تزايد مخاطر حدوث ركود اقتصادي أعمق، وحدوث تحول آخر في المشهد الجيوسياسي العالمي، والاضطرابات المستمرة في سلاسل التوريد العالمية، والمخاوف المتعلقة بارتفاع معدلات التضخم، بالإضافة إلى التغيرات في توقعات أسعار الفائدة، كلها عوامل تشير إلى أن أسعار الذهب ستظل قوية في المستقبل المنظور.” وقد قام البنك برفع توقعاته لسعر الذهب بنهاية العام إلى 3600 دولار للأونصة، كما رفع توقعاته لستة أشهر قادمة إلى 3500 دولار للأونصة.
وفي سياق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 32.40 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 958.15 دولار، كما انخفض البلاديوم بنسبة مماثلة بلغت 0.1% ليصل إلى 970.25 دولار.
