بثلاثاء ثلاثاء البصخة المقدسة تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم من أسبوع الآلام، حيث تُقام الصلوات النهارية والليلية في مختلف الكنائس على مستوى الجمهورية وفي بلاد المهجر.
يتميز يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة بالعديد من الأحداث التي تذكرها الكنيسة على مدار اليوم، ومن أبرزها جفاف شجرة التين التي لعنها السيد المسيح لعدم إنتاجها الثمار. فعندما عاد السيد المسيح صباحًا إلى أورشليم من بيت عنيا، تفاجأ التلاميذ برؤية الشجرة وقد جفت من جذورها.
يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة
كما شهد هذا اليوم سؤال رؤساء الكهنة اليهود للسيد المسيح عن مصدر سلطانه، حيث دخل أورشليم كملك وطرد الباعة من الهيكل. وسألهم السيد المسيح عن معمودية يوحنا المعمدان، هل هي من الله أم من الناس؟ ولم يتمكنوا من الإجابة بالنفي خوفًا من الناس، أو بالإيجاب لأن يوحنا شهد للسيد المسيح، مما يثير تساؤلات حول عدم إيمانهم به.
السيد المسيح قدم مجموعة من الأمثال
خلال اليوم، قدم السيد المسيح مجموعة من الأمثال، منها مثل “الابنين” اللذين طلب منهما والدهما العمل في كرمه. فقد رفض الأول في البداية لكنه أطاع لاحقًا، بينما تظاهر الثاني بالطاعة لكنه لم ينفذ العمل. كما تحدث عن مثل “الكرامين الأشرار” الذين أوكلهم سيدهم على كرمه، وعندما حان وقت الحصاد أرسل السيد رسله ليطلب الثمر، لكن الكرامين الأشرار لم يقدموا الثمار المطلوبة، بل عذبوا بعض رسله، وقتلوا آخرين ورجموهم.
وتحدث أيضًا عن مثل “عرس ابن الملك”، حيث قام الملك بإعداد عرس لابنه ودعا المدعوين، لكنهم لم يستجيبوا لدعواته المتكررة، بل أساءوا إلى رسله وقتلوهم. نتيجة لذلك، قرر الملك الانتقام من المدعوين وأحرق مدينتهم.
السيد المسيح يقول جملته الشهيرة
في نفس اليوم، حاول الكتبة والفريسيون اختبار السيد المسيح للإيقاع به في خطأ يتعلق بالنظام السياسي السائد، فسألوه: “هل يجوز دفع الجزية لقيصر أم لا؟”، فإذا أيد دفع الجزية اتهموه بأنه موالٍ لقيصر وخائن لوطنه، وإذا اعترض على دفعها اشتكوه للوالي. فسألهم السيد المسيح عن الصورة والنقش الموجودين على العملة، فأجابوه: “لقيصر”، فقال لهم: “أعطوا إذن ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، وعندما سمعوا ذلك، اندهشوا وتركوه وانصرفوا.
في يوم الثلاثاء من أسبوع البصخة المقدسة، ألقى السيد المسيح آخر تعاليمه العلنية، حيث شرح للصدوقيين طبيعة الحياة بعد القيامة، مؤكدًا أننا سنكون كالملايكة، وأن الله هو إله الأحياء وليس إله الأموات.
مدح السيد المسيح الأرملة
مدح السيد المسيح الأرملة التي وضعت فلسين في صندوق التبرعات، لأنها قدمت من احتياجاتها وليس من فائضها، وقدمت بدافع المحبة وليس بحثًا عن مدح الناس. وقد شعر السيد المسيح بفرح عميق لقرب تمجيده الذي سيرافقه آلامه على الصليب.
اندهش التلاميذ من عظمة الهيكل، الذي يعد رمزًا لفخر الأمة اليهودية، وأشاروا إلى السيد المسيح. لكنه صدمهم بتنبؤاته حول خراب الهيكل وأورشليم. وعندما استفسروا عن موعد حدوث ذلك، لم يكشف عن الوقت المحدد، بل أعطاهم علامات تدل على هذا الحدث، وربط بينها وبين علامات نهاية العالم وقيام الدينونة الأخيرة. حيث أخبرهم بظهور مسحاء وأنبياء كذبة، وحدوث حروب وشائعات عن حروب، بالإضافة إلى الزلازل والمجاعات والأوبئة. كما حذر تلاميذه مما سيواجهونه من آلام وصعوبات، مؤكدًا أن من يثبت حتى النهاية سينجو.
يهوذا الإسخريوطي
وفي سياق آخر، ذهب يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر، إلى قيافا رئيس الكهنة، معلنًا استعداده لتسليم معلمه مقابل المال، وتم الاتفاق على أن يمنحوه ثلاثين من الفضة مقابل ذلك.
