سجّلت صادرات الغاز المسال الأميركية خلال الربع الأول من العام الجاري (2025) أعلى مستوياتها على الإطلاق، لتسلّط الضوء على استمرار ارتفاع الطلب على هذا الوقود الأميركي، وسط تنامي الأزمات العالمية، وزيادة سعة التصدير.
وارتفعت صادرات أميركا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار (2025)، بمقدار 3.04 مليون طن (13.5%)، لتصل إلى 25.58 مليون طن، مقارنة بـ22.54 مليونًا خلال المدة نفسها من عام 2024، بحسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول من 2025، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
واستمرت الدول الأوروبية في صدارة أكبر المستوردين، في حين واصلت مصر تعزيز وارداتها، لتصبح الوحيدة خارج أوروبا ضمن أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال الأميركي خلال الربع الأول من 2025.
وخلال العام الماضي (2024)، ارتفعت صادرات أميركا من الغاز المسال بنسبة 1.2%، لتصل إلى 87.22 مليون طن، مقارنة بـ86.17 مليون طن في 2023، لتحافظ على مكانتها بصفتها أكبر مصدر عالميًا.
صادرات الغاز المسال الأميركية في الربع الأول
سجّلت صادرات الغاز المسال الأميركية أعلى زيادة شهرية في تاريخها خلال مارس/آذار، محطمة الرقم القياسي المسجل في ديسمبر/كانون الأول 2023 والبالغ 8.5 مليون طن.
وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، جاء حجم الصادرات على مدار الأشهر الـ3 الماضية على النحو الآتي:
- يناير/كانون الثاني: 8.39 مليون طن.
- فبراير/شباط: 8.13 مليون طن.
- مارس/شباط: 9.06 مليون طن.
فقد سجّلت صادرات الغاز المسال الأميركية زيادة ملحوظة على أساس سنوي خلال الأشهر الـ3 الأولى من عام 2025، لتحافظ أميركا على لقب أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.
ففي يناير/كانون الثاني، ارتفعت الصادرات بمقدار 494 ألف طن، ما يعادل 6.2%، لتبلغ 8.39 مليون طن، مقابل 7.90 مليون طن في الشهر نفسه من عام 2024.
أما في فبراير/شباط فقد شهدت صادرات الغاز المسال الأميركية زيادة 831 ألف طن، لتصل إلى 8.13 مليون طن، مقارنة بـ7.30 مليون طن في الشهر نفسه من العام الماضي، ما يمثّل زيادة بنسبة 11.4%.
وفي مارس/آذار، كانت الزيادة الأكبر، حيث ارتفعت الصادرات بمقدار 1.72 مليون طن (23.4%)، مسجلة 9.06 مليون طن، مقارنة بـ7.34 مليون طن في الشهر نفسه من عام 2024.
ويستعرض الرسم الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، صادرات الغاز المسال الأميركية على أساس ربع سنوي بين عامي 2023 و2025:
أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الأميركي
في الربع الأول من عام 2025، تصدّرت أوروبا قائمة أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الأميركي، مع استحواذ الـ10 الكبار على قرابة 19.06 مليون طن، أو ما يعادل 74.5% من إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركية خلال هذه المدة، وتأتي في المقدمة:
- فرنسا: 3.61 مليون طن.
- المملكة المتحدة: 3.47 مليون طن.
- تركيا: 3 ملايين طن.
- هولندا: 2.30 مليون طن.
- إسبانيا: 1.94 مليون طن.
- إيطاليا: 1.62 مليون طن.
- بولندا: 1.21 مليون طن.
وعلى الرغم من الهيمنة الأوروبية، ظهرت مصر في القائمة بالمركز الثامن ضمن كبار مستوردي الغاز المسال الأميركي، حيث استوردت 0.99 مليون طن، في محاولة لسد الفجوة في الطلب على الكهرباء.
وبدأت القاهرة استيراد الغاز المسال منتصف العام الماضي، إذ شكّل الغاز المسال الأميركي نحو 81.6% من إجمالي واردات مصر من الغاز المسال، بما يعادل نحو 2.04 مليون طن.
بينما سجلت ألمانيا 0.92 مليون طن، في حين استوردت بلجيكا 0.70 مليون طن من الغاز المسال الأميركي خلال الربع الأول من العام الجاري، كما يوضح الرسم الآتي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:
أبرز تطورات سوق الغاز المسال الأميركية
كان مشروع بلاكمينز للغاز المسال التابع لشركة فينتشر غلوبال (Venture Global) من أبرز المحركات التي أدت إلى ارتفاع صادرات الغاز المسال الأميركية، حيث صدر 29 شحنة خلال الربع الأول من عام 2025، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وسبق أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتعزيز قطاع الطاقة من خلال إعلان حالة الطوارئ، ويُعدّ نمو صادرات أميركا من الغاز المسال جزءًا من هذه الإستراتيجية.
وفي تحول مفاجئ، توقفت الصين عن استيراد الغاز المسال الأميركي لمدة 60 يومًا، وهي أطول مدة انقطاع للإمدادات منذ 5 سنوات، بسبب تدهور العلاقات وحرب التعريفات الجمركية بين البلدين.
فقد فرضت الصين رسومًا بنسبة 15% على شحنات الغاز المسال الأميركية في فبراير/شباط الماضي، ردًا على الرسوم الأميركية، وصعّدت بكين من ردها التجاري بدءًا من 10 أبريل/نيسان، عبر فرض رسوم إضافية بنسبة 34%، لمضاهاة أحدث التعرفات المعلنة من قبل واشنطن.
وساعد الشتاء المعتدل وارتفاع المخزونات في منح بكين مرونة لإعادة بيع الإمدادات الأميركية إلى أوروبا وآسيا؛ إذ استفادت القارة العجوز من هذه التغيرات لإعادة ملء المخزونات وتعويض نقص الغاز الروسي.
تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية
بدأت وحدة أبحاث الطاقة أول إصداراتها من تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في عام 2024، وتحديدًا الربع الأول (بداية أبريل/نيسان)، ويمكن الاطلاع على آخر التقارير (هنا).
ويُعد هذا التقرير أول إصدار عالمي يغطّي البيانات الحديثة بعد نهاية كل ربع سنوي، وبحدّ أقصى أسبوعين.
وتعمل وحدة أبحاث الطاقة من مقرّها في واشنطن؛ إذ تُصدر عدّة تقارير دورية، أسبوعية وشهرية، إلى جانب الملف السنوي لحصاد أسواق الطاقة عربيًا وعالميًا.
موضوعات متعلقة..
