في خطوة جديدة نحو تصعيد المواجهة السياسية في تركيا، طالب أوزغور أوزيل، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، بإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، متوجهًا بتحدٍ إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاءت هذه الدعوة في خطاب ألقاه أوزيل خلال مؤتمر استثنائي لحزبه في العاصمة أنقرة، ليكشف عن رغبة الحزب في مواصلة الضغط على حكومة تركيا وتحدي السلطة التنفيذية الحالية.
وفي خطاب حماسي، لم يتوقف أوزيل عن توجيه انتقادات قاسية لحكومة أردوغان، متهماً إياها باستخدام القضاء لتقييد المعارضة السياسية.
انتقاد "الاحتجاج القضائي" ومحاولات تقييد المعارضة
في خطابه أمام المؤتمر الاستثنائي لحزب الشعب الجمهوري، وجه أوزيل اتهامات شديدة للحكومة التركية، حيث وصف ما يحدث حاليًا بأنه "احتجاج قضائي" يهدف إلى استهداف خصوم الحكومة السياسيين، وبالأخص عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
أوزيل اتهم الحكومة بمحاولة منع إمام أوغلو من الترشح في الانتخابات القادمة عبر "حملة ترهيب قانونية" وضغط على القضاء، بما في ذلك محاولات لتجنيد شهود زور وتقديم اتهامات بدون أدلة.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، إذ أن توقيف إمام أوغلو في مارس الماضي بتهم فساد أثار موجة واسعة من الاحتجاجات في أنحاء تركيا، ما دفع آلاف الأتراك إلى الخروج في الشوارع احتجاجًا على ما اعتبروه استهدافًا سياسيًا للمؤسسة المعارِضة.
الدعوة لانتخابات مبكرة في تركيا
وفي موقف قوي، طالب أوزيل بإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، مشددًا على أن المعارضة التركية مستعدة لتقديم مرشحها في مواجهة الرئيس أردوغان.
وقال أوزيل في خطابه: "في موعد لا يتجاوز نوفمبر، ستواجهون مرشحنا. نحن نتحداكم، نريد أن نحتكم مجددًا إلى إرادة الشعب." بهذا التصريح، يعلن أوزيل عن خطته لتقديم تحدٍ مباشر لنظام أردوغان، في محاولة لتحفيز المواطنين على تغيير النظام القائم.
انتخابات حزبية وتغيرات داخلية في حزب الشعب الجمهوري
وتزامنًا مع هذه التصريحات السياسية، جرت في نفس المؤتمر الانتخابات الداخلية لحزب الشعب الجمهوري في تركيا، حيث تم إعادة انتخاب أوزيل رئيسًا للحزب. جاء انتخابه بعد انسحاب المرشحين الآخرين، ليفوز بالتزكية بحصوله على 1171 صوتًا من أصل 1276.
وقد تركت هذه الانتخابات الداخلية في الحزب بصمة قوية على توجهاته المستقبلية، حيث أكدت على وحدة الحزب خلف قيادة أوزيل في مواجهة تحديات الفترة المقبلة.
ما هو مصير الانتخابات القادمة؟
في ظل تصاعد الأحداث السياسية في تركيا والدعوات المتزايدة لإجراء انتخابات مبكرة، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الدعوات إلى تغيير حقيقي في المشهد السياسي التركي؟ وهل ستنجح المعارضة بقيادة أوزيل في تحدي هيمنة أردوغان؟ الأيام القادمة قد تكون مفصلية في رسم ملامح مستقبل السياسة التركية.