الدكتور خالد شينكات: سلطنة عُمان همزة وصل إقليمية ومحطة موثوقة للحوار (خاص)

الدكتور خالد شنيكات

قال الدكتور خالد شنيكات، رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن سلطنة عُمان تُعدّ لاعبًا محورياً في الوساطات الإقليمية، نظرًا لما تتمتع به من علاقات سياسية واقتصادية وجغرافية متينة مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية.

دور الوسيط الفعّال

ولفت شنيكات إلى أن عُمان لعبت دور الوسيط الفعّال في العديد من الملفات الحساسة، ومنها ملف جماعة "أنصار الله" في اليمن، حيث شكلت جسر تواصل بين السعودية وإيران، ما عزز من مكانتها كطرف موثوق في إدارة الأزمات.

وأشار إلى أن من بين أبرز العوامل التي تجعل سلطنة عُمان مقصداً للمحادثات الدولية، هي خبرتها التاريخية الطويلة في إدارة ملفات التفاوض، موضحاً أن السلطنة كان لها دور حيوي في تسهيل الوصول إلى الاتفاق النووي مع إيران عام 2013، في عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عبر قنوات الإتصال التي فُتحت في مسقط، والتي كانت حاسمة في تحقيق التفاهم بين الأطراف.

وأوضح شنيكات أن ما يميز السياسة العُمانية هو اتخاذها موقف الحياد الإيجابي والموضوعي، إذ تتجنب الانخراط في الصراعات الإقليمية، وتفضل تبني قرارات عقلانية ومتزنة في سياستها الخارجية، مما يجعلها بيئة ملائمة لإجراء المحادثات والتفاهمات.

وأكد أن سلطنة عُمان تتمتع بعلاقات تاريخية قوية مع الدول الغربية، ولا سيما بريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما منحها فهماً عميقاً لتوجهات ومشاريع الغرب، وقدرة على التفاعل مع أطروحاته بشكل براغماتي.

ونوّه رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية إلى أن عُمان، بحكم موقعها الإستراتيجي وقربها الجغرافي من إيران، ليست منخرطة بشكل كامل في بعض سياسات مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يتيح لها هامشاً من الاستقلالية في قراراتها الإقليمية.

وأكد شنيكات في ختام حديثه أن سياسة السلطان العُماني الحالي تُعدّ امتداداً لنهج سلفه، وتعتمد على الإنفتاح وطرح جميع الخيارات المتاحة في السياسة الخارجية، ما يجعل من سلطنة عُمان منصة مقبولة وجديرة بالثقة لاستضافة المحادثات والوساطات الإقليمية والدولية.