أخبار عاجلة

"نتنياهو لا يعلم ما يحدث في مكتبه".. أقوال صحفي بارز بعد استجوابه بشأن "قطر جيت"

"نتنياهو لا يعلم ما يحدث في مكتبه".. أقوال صحفي بارز بعد استجوابه بشأن "قطر جيت"
"نتنياهو لا يعلم ما يحدث في مكتبه".. أقوال صحفي بارز بعد استجوابه بشأن "قطر جيت"

في خضم الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بإسرائيل، برزت قضية "قطر جيت" كفضيحة مدوية ولا تزال تداعياتها تتوالي، ليس فقط لما تحمله من اتهامات بالفساد، بل لما كشفته من فوضى داخلية في مكتب رئيس وزراء سلطات الاحتلال بنيامين نتنياهو. 

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلا عن أقوال زفيكا كلاين، رئيس تحرير "جيروزاليم بوست"، في التحقيقات التي خضع لها، ما يعد تصريحًا صادمًا في إطار التحقيقات حول هذه القضية، قائلًا: "نتنياهو لا يعلم ما يحدث في مكتبه". 

وهذه العبارة، التي جاءت خلال مقابلة تلفزيونية على القناة 12، لم تكن مجرد تعليق عابر، بل انعكاس لحالة من الاضطراب والانفصال داخل أعلى هرم السلطة في إسرائيل، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة. 

في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه القضية، وتأثيرها على نتنياهو، مع تسليط الضوء على شهادة كلاين وتداعياتها.

خلفية قضية "قطر جيت"
بدأت القضية تصدرت الفضيحة العناوين في أواخر مارس، عندما أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) عن اعتقال اثنين من كبار مساعدي نتنياهو، يوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين، للاشتباه في تلقيهما أموالًا من قطر مقابل الترويج لصورة إيجابية للدولة الخليجية في وسائل الإعلام الإسرائيلية. 

وفقًا لتقارير "تايمز أوف إسرائيل"، يُعتقد أن هذه الأموال جاءت عبر رجل أعمال أمريكي، جاي فوتليك، المسجل كعضو في جماعات ضغط قطرية، بهدف تحسين صورة قطر وسط مفاوضات حساسة تتعلق بالحرب في غزة وتبادل الأسرى مع حماس. كما يُشتبه بتورط مساعد ثالث، يسرائيل آينهورن، الذي يعيش حاليًا في صربيا، في هذه الشبكة.

التحقيق، الذي بدأ سرًا قبل أكثر من شهرين، تحول إلى فضيحة علنية مع توقيف المساعدين، مما دفع الشرطة إلى استدعاء نتنياهو للإدلاء بشهادته يوم 31 مارس 2025. نتنياهو، الذي يواجه محاكمة منفصلة بتهم فساد، وصف التحقيق بأنه "مسيّس" ويهدف إلى "تقويض حكومته"، لكنه لم ينكر وجود أنشطة مشبوهة داخل مكتبه، بل قال إنه "متاح للشهادة فورًا" وإن المستشارين المعتقلين "رهائن لأهداف سياسية". هذا الرد أثار المزيد من التكهنات حول مدى علمه بما كان يجري.

زفيكا كلاين: الصحفي الذي أشعل الجدل
كان زفيكا كلاين، رئيس تحرير "جيروزاليم بوست"، من بين شخصيات عديدة وُجهت إليهم أصابع الاتهام كمشتبه بهم في القضية بعد استجوابهم يوم الإثنين الموافق 31 مارس 2025. 

وفي مقابلته مع القناة 12 التي بُثت أمس السبت الموافق 5 أبريل 2025، روى كلاين تفاصيل تعامله الصحفي مع أوريخ وفيلدشتاين وآينهورن، معبرًا عن صدمته من اكتشافات التحقيقات، وقال وهو يكبح دموعه إنه قضى 12 ساعة تحت الاستجواب، مُصادرًا هاتفه، وعاد إلى منزله منتصف الليل بينما كانت زوجته خارج البلاد، وأطفاله يتساءلون عن غيابه.

كلاين، الذي انتقل إلى إسرائيل من شيكاغو في سن الثالثة، أكد أنه لم يتلق أي منافع مالية من قطر، مشيرًا إلى أن زيارته للدوحة في 2024 لإجراء مقابلة مع رئيس الوزراء القطري كانت بدعوة من الحكومة القطرية، وكتب عن ذلك بوضوح في مقالاته. لكنه أضاف أن تعامله مع آينهورن، الذي ربطه بفوتليك، ومن ثم مع فيلدشتاين، جعله يدرك لاحقًا أنه "كان ساذجًا جدًا". 

وعندما سُئل عما إذا كان نتنياهو يعلم بما يحدث في مكتبه، أجاب: "ليس لدي معلومات كافية، لكن في رأيي، لا". هذا التصريح ألقى بظلال من الشك على قدرة نتنياهو على إدارة فريقه، وربما على صدقيته.

تفاصيل التحقيق: شبكة معقدة من العلاقات
كشفت التحقيقات عن شبكة معقدة تربط بين شخصيات إعلامية وتجارية ومسؤولين حكوميين. بدأت علاقة كلاين مع أوريخ، صديقه منذ سنوات، في 2022 عندما كتب مقالًا عن منع إدخال الطعام الكوشر إلى قطر خلال كأس العالم، مما أثار استياءً قطريًا نقلها أوريخ إليه. 

لاحقًا، وبعد أن أصبح رئيس تحرير "جيروزاليم بوست"، سعى كلاين لتعميق تغطيته لقطر، خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 ودور الدوحة في مفاوضات الرهائن. هنا ظهر آينهورن كوسيط، رابطًا إياه بفوتليك، الذي سهّل زيارته لقطر، وبفيلدشتاين، الذي ساعده في الترويج للمقابلات التي أجراها.

وفقًا لـ"تايمز أوف إسرائيل"، يُشتبه أن أوريخ نقل رسائل ممولة من قطر إلى وسائل الإعلام عبر مصادر مفترضة في مكتب نتنياهو، بينما تلقى فيلدشتاين أموالًا عبر شركة علاقات عامة أمريكية. محامو فيلدشتاين دافعوا عنه بالقول إن المدفوعات كانت مقابل "خدمات استراتيجية" لمكتب نتنياهو، لكن الشرطة مددت احتجازه لثلاثة أيام إضافية في 1 أبريل 2025، معتبرة أن إطلاق سراحه قد يعيق التحقيق. أما آينهورن، الذي وصفه كلاين بـ"العبقري الاستراتيجي"، فيُعتقد أنه لعب دور الوسيط الرئيسي بين الأطراف.

ردود فعل سياسية وشعبية
أثارت القضية عاصفة من ردود الفعل داخل إسرائيل. زعيم المعارضة يائير لابيد وصفها بـ"خيانة للثقة وتهديد للأمن القومي"، داعيًا إلى استقالة نتنياهو. 

في المقابل، دافع حزب "الليكود" عن رئيس الوزراء، معتبرًا الاعتقالات "انقلابًا" من الشاباك والنيابة العامة ضد حكومة يمينية. في الشارع، تصاعدت الاحتجاجات في تل أبيب والقدس، حيث رفع المتظاهرون لافتات تتهم نتنياهو بـ"الفشل الأمني"، خاصة مع تراجع شعبيته بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.

كلاين نفسه عبّر عن قلقه من الانتقام بسبب كشفه تفاصيل تعاملاته في المقابلة، قائلًا: "لقد أحرقت الكثير من علاقاتي الصحفية، وسأدفع ثمنًا". لكنه أصر على أن "الحقيقة يجب أن تظهر"، معترفًا بأنه "لا يعرف كل الحقيقة" بعد ما رآه خلال التحقيق.

التداعيات الدولية
امتدت تداعيات "قطر جيت" إلى الساحة الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة وقطر. واشنطن، التي تعتمد على الدوحة كوسيط في مفاوضات غزة، قد تواجه حرجًا إذا ثبت تورط قطر في التأثير على السياسة الإسرائيلية. قطر من جانبها نفت الاتهامات، واصفة إياها بـ"حملة تشهير"، وفقًا لوكالة رويترز. في الوقت نفسه، يُتوقع أن يناقش نتنياهو هذه القضية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته لواشنطن يوم 7 أبريل 2025، مما يضيف بُعدًا دبلوماسيًا للأزمة.

هل نتنياهو فعلًا لا يعلم؟
تصريح كلاين يفتح الباب أمام سيناريوهين: الأول، أن نتنياهو كان غافلًا عما يجري، وهو ما يعكس فشلًا إداريًا خطيرًا في ظل التحديات التي تواجهها إسرائيل. والثاني، أنه كان على علم ولكنه اختار التغاضي، مما يضعه في دائرة الاشتباه القانوني. كلاين، الذي عبّر عن أمله في أن يكون صديقه أوريخ بريئًا، قال: "ربما هو تفكير متمنٍ، لكن اسمه لم يظهر معي منذ 2022"، مما يشير إلى أن الشبكة ربما عملت بشكل مستقل عن نتنياهو، لكن دون علمه الكامل.

وأشارت تقارير "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن النيابة العامة تدرس توسيع التحقيق ليشمل مسؤولين آخرين في مكتب نتنياهو، مما قد يكشف المزيد عن مدى الفساد أو الفوضى. في المقابل، يحاول نتنياهو تحويل الانتباه عبر مهاجمة الشاباك والإعلام، متهمًا إياهما بـ"التآمر".

"نتنياهو لا يعلم ما يحدث في مكتبه"، كما قال زفيكا كلاين في "تايمز أوف إسرائيل"، ليست مجرد عبارة، بل تعبير عن أزمة تهز أسس الحكومة الإسرائيلية. قضية "قطر جيت"، بما تحمله من اتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة، قد تكون القشة التي تقصم ظهر حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، خاصة مع تصاعد الضغوط القضائية والشعبية. سواء كان نتنياهو ضحية لفوضى مستشاريه أو شريكًا صامتًا، فإن هذه الفضيحة تكشف هشاشة نظامه، وتترك السؤال معلقًا: هل سيتمكن من الصمود أم أن نهايته السياسية باتت وشيكة؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار العملات في مصر اليوم الإثنين
التالى يايسله يعبّر عن خيبة أمله بعد التعادل مع الاتحاد ...