المخاوف من سياسات ترمب تضغط على أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط جنباً إلى جنب مع أسواق الأسهم، وسط تراجع ثقة المستهلك الأميركي، مما أضاف إلى المخاوف المتزايدة من أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستعيق النمو الاقتصادي، وتستنزف الطلب على الطاقة.
هبط خام “برنت” تسليم شهر أبريل بنسبة 2.4% إلى 73.02 دولار للبرميل، في حين نزل خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 2.5% ليغلق عند أقل من 69 دولاراً للبرميل، وهو أدنى سعر إغلاق هذا العام.
انخفضت ثقة المستهلك الأميركي بأكبر قدر منذ 2021، وفشلت في تلبية تقديرات المحللين، مما دفع المتداولين إلى الهروب من الأصول الخطرة، بما في ذلك الأسهم.
تزيد رسوم ترمب الجمركية والتحركات الأخيرة لمواصلة فك الارتباط الاقتصادي مع الصين، والتي أدت إلى انخفاض أسواق الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، من قتامة التوقعات بالفعل بشأن الطلب على الطاقة في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وفي الولايات المتحدة، تؤدي الاضطرابات التجارية إلى رفع توقعات الأميركيين للتضخم، في ظل سوق عمل تشهد تباطؤاً.
وقال فرانك مونكام، رئيس التداول الكلي في شركة “بوفالو بايو كوموديتيز” (Buffalo Bayou Commodities): “تشهد أسواق النفط ظهور ضغوط هبوطية جديدة بسبب سلسلة متواصلة من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال”، مضيفاً أن “مثل هذا التراجع في البيانات الاقتصادية ينذر بالسوء بالنسبة للطلب على النفط”.
كسرت أسعار النفط الآن النطاق الذي كانت تتحرك ضمنه عند نحو 5 دولارات خلال فبراير. وكانت الأسعار ارتفعت فوق 80 دولاراً في وقت مبكر من هذا العام، قبل أن تتراجع وسط توقعات مستمرة بضعف الطلب الصيني، وإمكانية ضخ المزيد من البراميل في السوق، واحتمال أن تؤثر الرسوم الجمركية على النمو العالمي.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، فرضت الولايات المتحدة مزيداً من القيود على وسطاء وسفن وأفراد قالت إنهم مرتبطون بشحنات غير مشروعة من النفط الإيراني.
ردة فعل الأسواق كانت محدودة تجاه العقوبات الإضافية، إذ تتوقع تكيّف التجارة بسرعة من خلال زيادة عمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى، أو تعطيل إشارات تحديد المواقع الجغرافية لفترات أطول، وهي تحركات مشابهة لتلك التي اتبعتها روسيا للحفاظ على تدفق صادراتها النفطية رغم القيود.
وقال جو دي لورا، المتداول السابق والاستراتيجي العالمي في قطاع الطاقة لدى “روبو بنك” (Rabobank) إن “العقوبات ليست العامل الصعودي الذي ينتظره الكثيرون، ما لم نشهد محاولات حقيقية لتحديد مواقع الناقلات، وفرض حصار بحري عليها باستخدام القوة، وهو مستوى غير مسبوق من التصعيد”.