هل تعلمين أن مسلسل Squid game مستمد من قصة حقيقية؟ إليكِ التفاصيل
بعد أن أطلقت المنصة العالمية نتفليكس برومو تشويقي للغاية، حمّست فيه محبي مسلسل “لعبة الحبّار” بإصدار الموسم الثاني منه، الذي سيبصر النور بعد يومين وتحديدًا في 26 ديسمبر الجاري، يبدو أن هناك معلومات أخرى عن العمل تصدرت المشهد، فما هي؟
يأتي إصدار الجزء الثاني من المسلسل بعد مرور أكثر من 3 سنوات من تحقيق الجزء الأول نجاحًا عالميُا غير متوقع في عام 2021، إذ احتلّ المرتبة الأولى بين مسلسلات نتفليكس، من حيث عدد المشاهدات (265.2 مليون مشاهدة)، وإجمالي وقت المشاهدة (2.2 مليار ساعة)، على مدار أول 13 أسبوعًا من عرضه، ما جعله واحدًا من أنجح الأعمال على نتفلكس.
مصنع تحول إلى ساحة معركة، شرطة مكافحة الشغب المسلحة استعانت بمسدسات الصعق الكهربائي، وناشط قضى 100 يوم فوق مدخنة، يبدو أن كل هذه الاضطرابات ألهمت أنجح مسلسل عرض على منصة Netflix والذي حمل في طياته كل السمات المميزة للدراما التلفزيونية. يشهد هذا الشهر إطلاق الموسم الثاني من “Squid Game”، ويبدو أن المسلسل الأعنف على الإطلاق مستمد من رؤية بائسة لبعض سكان كوريا الجنوبية، حيث يتنافس الأشخاص اليائسون في نسخ مميتة من ألعاب الأطفال التقليدية للحصول على جائزة نقدية ضخمة. لكن على الرغم من أن المسلسل في حد ذاته عمل خيالي، إلا أن هوانغ دونغ هيوك، مخرجه وكاتبه، قال إن تجارب الشخصية الرئيسية جي هون، كانت مستوحاة من إضرابات سانغ يونغ العنيفة في عام 2009. وفي السياق ذاته، لا تنسي أننا أخبرناكِ أنه مع اقتراب موعد انطلاقه: أبطال Squid game 2 يجتمعون في عرضه العالمي الأول.
وقال: “أردت أن أظهر أن أي شخص عادي من الطبقة المتوسطة في العالم الذي نعيش فيه اليوم يمكن أن يهبط إلى أسفل السلم الاقتصادي بين عشية وضحاها”. في مايو 2009، أعلنت شركة سانغ يونغ، وهي شركة السيارات العملاقة المتعثرة التي استحوذت عليها مجموعة من البنوك والمستثمرين من القطاع الخاص، أنها ستسرح أكثر من 2600 شخص، أو ما يقرب من 40 في المائة من قوتها العاملة.
كانت تلك بداية احتلال المصنع والإضراب الذي استمر 77 يومًا والذي انتهى باشتباكات بين المضربين المسلحين بالمقاليع والأنابيب الفولاذية وشرطة مكافحة الشغب التي كانت تستخدم الرصاص المطاطي ومسدسات الصعق الكهربائي. وتعرض العديد من أعضاء النقابة للضرب المبرح، وسُجن بعضهم.
الصراع لم ينتهِ عند هذا الحد. بعد خمس سنوات، عقد الزعيم النقابي لي تشانغ كون اعتصامًا لمدة 100 يوم فوق إحدى مداخن المصنع للاحتجاج على الحكم الصادر لصالح شركة سانغ يونغ ضد المضربين. تم تزويده بالطعام من سلة مربوطة بحبل من قبل أنصاره. وقال لي لوكالة فرانس برس إن بعض الذين شهدوا الاضطرابات وجدوا صعوبة في متابعة مسلسل “لعبة الحبار” بسبب الصدمة التي تعرضوا لها. وقال لي إن تداعيات الإضراب، بالإضافة إلى المعارك القانونية الطويلة، تسببت في ضغوطات مالية ونفسية على العمال وأسرهم، مما أدى إلى وفاة حوالي 30 شخصًا بسبب الانتحار.
واضاف: “لقد فقد الكثيرون حياتهم. وكان على الناس أن يعانون لفترة طويلة”. ويتذكر بوضوح مروحيات الشرطة التي كانت تحلق في سماء المنطقة، مسببة رياحاً شديدة مزقت المعاطف الخاصة بالعمال. قال لي إنه شعر أنه لا يستطيع الاستسلام. وقال: “كان يُنظر إلينا باعتبارنا معيلين غير أكفاء ونشطاء عماليين عفا عليهم الزمن وفقدوا عقولهم”. وتابع: “واصلت الشرطة ضربنا حتى بعد أن فقدنا الوعي، حدث هذا في مكان عملنا، وتم بثه ليشاهده الكثيرون”. وقال لي إنه تأثر بمشاهد الموسم الأول من “Squid Game” حيث يكافح جي هون حتى لا يخون زملائه المنافسين.
لكنه تمنى لو كان العرض قد حفز التغيير الواقعي للعمال في بلد يتسم بعدم المساواة الاقتصادية والعلاقات الصناعية المتوترة والسياسة الاستقطابية العميقة. وقال: “على الرغم من مناقشتها واستهلاكها على نطاق واسع، فمن المخيب للآمال أننا لم نوجه هذه المحادثات إلى نتائج أكثر فائدة”. وفي سياق الاعمال الكورية، إطلعي على أفضل مسلسلات كورية رومانسية لتجربة مشاهدة فريدة.
نجاح “Squid Game” في عام 2021 جعله يشعر “بالفراغ والإحباط”. وقال لي لوكالة فرانس برس: “في ذلك الوقت، بدا الأمر كما لو أن قصة عمال سانغ يونغ قد تحولت إلى سلعة في المسلسل”. ويُنظر إلى “Squid Game”، المسلسل الأكثر مشاهدة على منصة البث المباشر على الإطلاق، على أنه يجسد صعود البلاد إلى قوة ثقافية عالمية، لكن موسمه الثاني يأتي في الوقت الذي تجد فيه الديمقراطية الآسيوية نفسها متورطة في بعض من أسوأ الاضطرابات السياسية منذ عقود، والتي أثارتها محاولة الرئيس المحافظ يون سوك يول الفاشلة لفرض الأحكام العرفية هذا الشهر.
بسبب الأعمال التلفزيونيّة التي تلقى نجاحًا كبيرًا مثل مسلسل “لعبة الحبار”، أصبحت نتفلكس من الأفلام التي حقّقت أرباحًا خيالية في العام 2020. وبالمناسبة، إليكِ طريقة تحميل نتفليكس على التلفاز.