مبيعات المنازل الجديدة بالولايات المتحدة تنتعش في نوفمبر
شهدت مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة انتعاشاً ملحوظاً خلال الشهر الماضي، مع استكمال الصفقات التي تأخرت بسبب العواصف التي ضربت جنوب البلاد، واستفادة المشترين من الحوافز الكبيرة التي قدمها المطورون العقاريون.
وفقاً للبيانات الحكومية الصادرة يوم الإثنين، ارتفعت مبيعات المنازل الجديدة لأسرة واحدة بنسبة 5.9% لتصل إلى معدل سنوي يبلغ 664 ألف وحدة. جاءت هذه الأرقام متوافقة مع التوقعات المتوسطة لخبراء الاقتصاد الذين استطلعت “بلومبرغ” آراءهم، حيث توقعوا 669 ألف وحدة.
تمكن المطورون من تعويض التأخيرات، لا سيما في جنوب البلاد، وهي أكبر منطقة لبناء المنازل، والتي شهدت انخفاضاً حاداً في المبيعات في أكتوبر نتيجة الأعاصير. في نوفمبر، تعافت مبيعات الجنوب بنسبة تقارب 14%. كما شهد الغرب الأوسط زيادة ملحوظة، محققاً أسرع وتيرة منذ عام 2021، بينما تراجعت المبيعات في الشمال الشرقي والغرب.
ساعد تزايد المعروض من المنازل الجديدة الذي بلغ أعلى مستوى له منذ نهاية عام 2007 في تخفيف بعض الضغوط على الأسعار. انخفض متوسط سعر بيع المنزل الجديد بنسبة 6.3% مقارنة بالعام الماضي، ليصل الآن إلى 402,600 دولار.
قدم المطورون حوافز لجذب المشترين، مثل برامج تخفيض الرهن العقاري التي تتضمن دفع جزء من الفوائد نيابة عن المشترين لتخفيض معدلات الفائدة، إلى جانب تخفيض الأسعار في بعض الحالات. علاوة على ذلك، يشعر المطورون بمزيد من التفاؤل بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأخيرة، آملين أن تعمل الإدارة القادمة على تخفيف العراقيل التنظيمية وتسهيل عمليات التطوير.
مع ذلك، تواجه الأسهم المرتبطة بقطاع البناء تحديات في وول ستريت، إذ يشعر المستثمرون بالقلق من أن الحوافز المقدمة تؤثر على هوامش أرباح المطورين، إلى جانب تأثير ارتفاع تكاليف الاقتراض. وتراجعت قيمة صندوق الاستثمار المتداول “iShares US Home Construction” بنسبة 20% منذ بلوغ ذروته التاريخية في منتصف أكتوبر.
ارتفعت معدلات الفائدة على الرهن العقاري لتقترب من 7% مرة أخرى، ومن المتوقع أن تظل مرتفعة لفترة طويلة بعد انخفاضها لفترة وجيزة إلى أدنى مستوى خلال عامين في سبتمبر. وأظهرت توقعات “الاحتياطي الفيدرالي” الأسبوع الماضي تخفيضات أقل في أسعار الفائدة لعام 2025، مع التزامه التام بمكافحة التضخم.
في سوق المساكن القائمة، بدأ المشترون في التكيف مع الواقع الجديد، حيث ارتفعت المبيعات الشهر الماضي إلى أسرع وتيرة لها منذ مارس.
تعتبر مبيعات المساكن الجديدة مؤشراً أكثر حساسية مقارنة بالمنازل القائمة، حيث تُحسب المبيعات الجديدة عند توقيع العقود، بينما تُحتسب المنازل القائمة عند إتمام الصفقات. ومع ذلك، فإن بيانات المبيعات الجديدة عرضة للتقلبات. وأظهرت التقارير الحكومية أن هناك احتمالاً بنسبة 90% أن يتراوح التغيير في مبيعات المنازل الجديدة بين انخفاض بنسبة 12.7% وزيادة بنسبة 24.5%.
تم إصدار هذا التقرير، إلى جانب تقرير عن طلبات السلع المعمرة، قبل موعده بيوم بناءً على أمر تنفيذي من الرئيس جو بايدن يعفي موظفي الحكومة الفيدرالية من العمل في 24 ديسمبر.