توقعات بتسارع أسعار الهيدروجين الأخضر خلال العقود المقبلة
يُشيد الساسة وقادة الأعمال بالهيدروجين الأخضر باعتباره وقوداً أساسياً لتحقيق مستقبل خالٍ من الكربون. ولكن وفقاً لتقديرات جديدة صادرة عن “بلومبرغ إن إي إف”، سيظل هذا الوقود لعقود قادمة أغلى بكثير مما كان يُعتقد سابقاً.
تعاني شركات الهيدروجين حول العالم بالفعل من إلغاء المشاريع وضعف الطلب. في الولايات المتحدة، توقفت مشاريع بقيمة مليارات الدولارات في انتظار إدارة الرئيس جو بايدن لإصدار القواعد النهائية المتعلقة بإعفاءات ضريبية تهدف إلى تعزيز الإنتاج.
في السابق، توقعت “بلومبرغ إن إي إف” انخفاضاً حاداً في أسعار الهيدروجين الأخضر الذي يُنتَج عبر فصل الهيدروجين عن الماء باستخدام أجهزة تحليل كهربائي تعمل بالطاقة المتجددة. لكن في التوقعات المنشورة يوم الاثنين، رفعت الوكالة تقديراتها لتكاليف عام 2050 إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، مشيرةً إلى ارتفاع التكلفة المستقبلية لأجهزة التحليل الكهربائي نفسها. تتوقع الشركة الآن أن تنخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر من نطاق يتراوح حالياً بين 3.74 و11.7 دولار لكل كيلوغرام إلى ما بين 1.6 و5.09 دولار لكل كيلوغرام بحلول عام 2050.
على سبيل المثال، فإن الشكل الأكثر شيوعاً للهيدروجين المستخدم حالياً، المعروف بـ”الهيدروجين الرمادي”، والذي يُستخرج من الغاز الطبيعي مع إطلاق انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، تبلغ تكلفته حالياً بين 1.11 و2.35 دولار لكل كيلوغرام. تتوقع “بلومبرغ إن إي إف” أن تظل أسعار الهيدروجين الرمادي مستقرةً إلى حد كبير حتى منتصف القرن.
قالت المحللة في “بلومبرغ إن إي إف” بايال كاور: “ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر دون أي دعم أو حوافز يعني أن إزالة الكربون من القطاعات الصعبة مثل الصناعات الكيميائية وتكرير النفط باستخدام الهيدروجين المُنتَج عبر التحليل الكهربائي بالطاقة المتجددة ستظل تحدياً كبيراً”.
هذه القطاعات، إلى جانب مصانع الصلب ومحطات الطاقة، من المحتمل أن تكون مستخدمةً لهذا الوقود، إلا أن التحول نحو استخدامه يتطلب معدات جديدة مكلفة، وهو الأمر الذي أضعف الطلب عليه.
وفقاً لتقديرات “بلومبرغ إن إي إف”، فإن الصين والهند هما السوقان الوحيدان اللذان قد يشهدان تنافسيةً من حيث تكلفة الهيدروجين الأخضر مقارنةً بالهيدروجين الرمادي بحلول عام 2040.
تضع هذه التوقعات هدف الرئيس بايدن المتمثل في خفض تكلفة الهيدروجين في الولايات المتحدة إلى دولار واحد لكل كيلوغرام بحلول عام 2031 بعيد المنال. يرى العديد من المحللين أن الوصول إلى هذا السعر أمر أساسي لإقناع العملاء المحتملين باستخدام الوقود.
أجرت “بلومبرغ إن إي إف” دراسة معمقة حول مستقبل الهيدروجين الأخضر في نيويورك وتكساس ويوتا. أظهر التقرير أن تكساس ستنتج الهيدروجين الأخضر الأرخص حيث ستنخفض تكاليفه من 7.22 دولار لكل كيلوغرام حالياً إلى 4.82 دولار في عام 2030. وإذا تم تضمين الإعفاء الضريبي المخطط بقيمة 3 دولارات لكل كيلوغرام، فقد تنخفض التكاليف في تكساس إلى أقل من دولار واحد بحلول 2040.
ما زالت سياسات الهيدروجين في الولايات المتحدة غير واضحة خاصة مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في يناير. على الرغم من تفاؤل قادة الصناعة بأنه سيواصل العديد من مبادرات بايدن؛ نظراً لاهتمام شركات النفط بالهيدروجين، إلا أن ترمب لم يصرّح كثيراً حول هذا الموضوع. ربما تؤدي الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على المنتجات المستوردة إلى رفع أسعار أجهزة التحليل الكهربائي المصنعة في الخارج، إلا أن توقعات “بلومبرغ إن إي إف” لم تأخذ الرسوم الجمركية أو الإعانات في الحسبان.
بطء نمو الطلب على الهيدروجين أجبر الشركات حول العالم على تقليص طموحاتها. فقد ألغت شركات مثل “إكوينور” (Equinor ASA)، و”شل” (Shell PLC)، و”أوريجن إنرجي” (.Origin Energy Ltd) مشاريع إنتاج الهيدروجين هذا العام بسبب نقص المشترين.