أول رد فعل على خفض الفائدة.. ماذا ينتظر بورصة السعودية؟
يُتوقع أن تشهد سوق الأسهم السعودية تذبذبات خلال تعاملات اليوم، بعدما أظهر “مخطط النقاط” لتوقعات أسعار الفائدة الأميركية للعام المقبل خفضاً في المتوسط بنحو 50 نقطة أساس فقط.
يأتي ذلك، فيما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة أمس الأربعاء للمرة الثالثة على التوالي خلال عام 2024، لكن مسؤولي الفيدرالي رفعوا توقعاتهم للتضخم إلى 2.5% بنهاية 2025 من توقعات سبتمبر الماضي البالغة 2.1%.
توقعات خفض الفائدة الأقل، قلّصت مكاسب أسعار النفط، واكتست أسواق الأسهم الأميركية باللون الأحمر ليسجل مؤشر “داوجونز” أطول سلسلة خسائر يومية منذ عام 1974. كما رفعت عائد السندات الأميركية لأجل عامين بنحو ثمان نقاط بعد ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي لأعلى مستوياته منذ عام 2022.
ستتجه الأنظار اليوم في السوق السعودية نحو قطاع البنوك، بشكلٍ أساسي، لقياس تأثير قرار خفض الفائدة من جانب “المركزي السعودي” بربع نقطة مئوية على أسهم البنوك.
وفي مشهدٍ أبعد، ستعطي تخفيضات الفائدة الأميركية فرصة للاقتصادات الناشئة لالتقاط الأنفاس، وقد تمثل حافزاً لعودة تدفقات السيولة إلى أسواقها.
ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، تتوقع أن تتلقى السوق دفعة إيجابية بنهاية تعاملات اليوم والأسبوع، مع تطبيق مراجعة مؤشر “فوتسي” في جلسة مزاد الإغلاق.
ستراقب السوق سهم “أرامكو السعودية” في أول رد فعل على تحركات أسعار النفط، ونظراً لزيادة وزن السهم داخل مؤشرات الأسواق الناشئة.
أسعار النفط تهبط مع ارتفاع الدولار بفعل تصريحات الفيدرالي
“الراجحي المالية” تتوقع أن تتدفق سيولة على سهم “أرامكو” بقيمة 233 مليون دولار نتيجة المراجعة الفصلية الأخيرة لهذا العام لمؤشر “فوتسي”، وزيادة وزن أسهم التداول الحر من 1.86% إلى 2.35%.
شركات قطاع الرعاية الصحية ستكون تحت مجهر المستثمرين في البورصة بقيادة “مجموعة سليمان الحبيب”، و”فقيه الطبية” بشكلٍ خاص التي ستنضم إلى مؤشر “فوتسي” للشركات المتوسطة، مع توقعات بتدفق سيولة بقيمة 21 مليون دولار على السهم.
بينما ستكون لأسعار الفائدة الأقل خلال العام المقبل تأثيرات إيجابية على شركات القطاع، وسط خطط توسعية طموحة تعتمد على التمويل بالديون، حيث تخطط 5 شركات رعاية صحية لمضاعفة الطاقة السريرية لمستشفياتها.
شهدت السوق السعودية أمس في جلسة مزاد الإغلاق، نقل حصة “مجموعة صافولا” في شركة “المراعي”، البالغة 34.52%، إلى مساهمي “صافولا” ضمن عملية الهيكلة وتعويضاً لتخفيض رأس المال.
ستبقي السوق عينها على تأثير توزيع الحصة البالغة قيمتها أكثر من 20 مليار ريال على المساهمين.
تعرضت الأسهم السعودية للضغط على مدى ثلاث جلسات، قادت مؤشر السوق للهبوط بنحو 400 نقطة إلى مستويات 11900 نقطة، قبل العودة للارتفاع في نهاية جلسة أمس الأربعاء.
إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، يتوقع أن تتعرض السوق لبعض الضغط خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع، اليوم الخميس، مع استعداد المستثمرين لاكتتابين الأسبوع المقبل؛ “الموسى الصحية” و”نايس ون”.
لكنه يرى أن خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي السعودي، سيكون له تأثير إيجابي على أسعار الأسهم، خاصةً الشركات ذات الرافعة المالية العالية، وتلك صاحبة سياسات توزيعات الأرباح الواضحة.
“تفوُّق عائد السايبور والودائع على عائد توزيعات أرباح الشركات، وضع سقفاً لأسعار الأسهم، وبالتالي سيكون لخفض الفائدة ونتائج أعمال الربع الرابع تأثير واضح على البورصة السعودية خلال الفترة المقبلة”، وفق عبد الله.
