سوريا.. وما بعدها
لا صوت يعلو فوق صوت أحداث سوريا، فجأة وبدون مقدمات تتجه كل أنظار الناس نحو دمشق، بين مؤيد لما يحدث، وبين متخوف مما هو قادم. دارت أيام الأسبوع، ولكن تظل الحقيقة الثابتة أن سوريا هي مجرد حلقة في مسلسل أزمات الشرق الأوسط التي لا تنتهي. لن تكون سوريا آخر حلقة، ولكن مَن يعبثون بهذه المنطقة سيواصلون دائمًا إثارةَ المزيد من العواصف حتى لا تهدأ ابدًا، المهم هو ضمان أمن وبقاء دولة الكيان المحتل بعيدة عن كل هذا الصخب المفتعل.
سقط الجيش السوري الوطني في أيام معدودة وبقي الدرس الأعظم هو: كيف تحافظ الدول على قوة وثبات جيوشها بالدعم والاستعداد والتدريب مهما كلفها ذلك، ففي النهاية لن يدافع عن الأرض والعِرض إلا جيش وطني مدرَّب ومسلَّح بأحدث تقنيات العصر. من هنا جاءت ثقة الناس في مصر الحبيبة وهم يتابعون ما يحدث هناك، لسنا مثل أحد، لسنا دولةً طائفيةً أو أصحاب مذاهب متناحرة، نحن شعبٌ واحدٌ وسنظل هكذا دائمًا، جيش من الشعب، وشعب قادر في أي لحظة على أن يتحول عن بكرة أبيه إلى جيش للدفاع عن الوطن.
في منطقة صاخبة بالأحداث بشكل متسارع الوتيرة ليس لدى الناس سوى خيار واحد هو الاصطفاف خلف الراية الواحدة، والحفاظ على وحدة الصف، ودعم المؤسسات الوطنية وتركها تؤدي وظائفها التي أُسست من أجلها بعيدًا عن الشائعات ونقل الأخبار المغلوطة، فالدول في زماننا هذا تسقط من داخلها بفعل التداول غير الواعي للأخبار التي يتم دسُّها كالسُّم في العسل حتى يفقد الناس يقينهم وثقتهم بأنفسهم. ليس اليوم كالأمس. وليست سوريا نهايةَ المطاف. فلينتبه كل عاشق لهذا الوطن، فنحن في حرب وجود وبقاء. حفظ الله أرضَ مصر الطاهرة وشعبَها الأبيَّ وجيشَها البطل. حفظ الله الوطن.