قصة حيوانات يمكنها النجاة من الفضاء والإشعاع المميت.. تعرف عليها
يشتهر “دب الماء”، تلك الحيوانات المجهرية المنتشرة التى تشبه الدببة الصمغية ذات الثمانية أرجل، بقدرتها على البقاء على قيد الحياة فى بعض أقسى الظروف البيئية لعقود من الزمن دون طعام أو ماء.
تستطيع هذه الحيوانات القوية أن تتحمل بسهولة مستويات من الإشعاع قد تكون قاتلة لمعظم أشكال الحياة الأخرى، ودرجات الحرارة القصوى، بل وحتى البقاء على قيد الحياة فى فراغ الفضاء.
ويعتقد بعض العلماء أن اكتشاف الجينات المسؤولة عن مرونتها المذهلة، وخاصة فى مواجهة الإشعاعات العالية للغاية، قد يفتح الباب أمام مجموعة من التطبيقات المحتملة من أبحاث السرطان إلى استكشاف الفضاء.
وقد نكون أقرب من أى وقت مضى إلى اكتشاف هذه الجينات، فقد تمكن علماء صينيون من تحديد نوع جديد من بطيئات الخطو يحمل آلاف الجينات التى تصبح أكثر نشاطا عند تعرضها للإشعاع.
ويقول الباحثون، إن النتائج تشير إلى نظام دفاعى معقد يحمى الحمض النووى لبطيئات الخطو من التلف الناجم عن الإشعاع ويمكن أن يمهد الطريق لابتكار حماية أفضل لرواد الفضاء من ضغوط البعثات الطويلة الأمد.
وقد تعرضت الأنواع الجديدة، التى أطلق عليها اسم هيبسيبيوس هينانسيس نسبة إلى مقاطعة خنان الصينية حيث تم جمعها قبل نحو ست سنوات، لجرعات من الإشعاع تفوق بكثير الجرعة القاتلة للإنسان، وأثرت هذه القصف على 2801 جين من جينات دببة الماء مرتبطة بإصلاح الحمض النووى وانقسام الخلايا واستقلاب الهرمونات والاستجابات المناعية، وفقا لدراسة نشرت فى 25 أكتوبر فى مجلة ساينس.
يبدو أن أحد الجينات التى أصبحت أكثر نشاطًا، والتى تسمى DODA1، تقاوم أضرار الإشعاع من خلال تمكين بطيئات الخطو من إنتاج أصباغ مضادة للأكسدة تُعرف باسم بيتالين، والتى يمكنها محو بعض المواد الكيميائية التفاعلية الضارة داخل الخلايا الناتجة عن الإشعاع.
عندما عالج الباحثون الخلايا البشرية ببيتالين بطيئات الخطو، وجدوا أن الخلايا كانت أفضل بكثير فى البقاء على قيد الحياة من الإشعاع من الخلايا غير المعالجة، وفقًا لما قاله المؤلف المشارك فى الدراسة لينج تشيانج تشانج، وهو عالم أحياء جزيئية وخلوية فى معهد بكين لعلوم الحياة، لمجلة نيتشر نيوز.