انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 13 مايو/أيار (2025) من أعلى مستوى لها في أسبوعين متراجعة للمرة الأولى في 4 جلسات وسط مخاوف من زيادة المعروض.
وتأثرت أسواق النفط بمخاوف بشأن زيادة الإمدادات وبعض الحذر بشأن ما إذا كان توقف الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يُشير إلى احتمال التوصل إلى اتفاق طويل الأجل.
واتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض كبير للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على الأقل، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسهم وول ستريت والدولار الأميركي وأسعار النفط الخام.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 12 مايو/أريارعلى ارتفاع بنحو 1.5%، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثالثة على التوالي مع انتعاش آمال زيادة الطلب عالميًا بعد انحسار المخاوف التجارية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:09 صباحًا بتوقيت غريتنش (09:09 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يوليو/تموز 2025، بنسبة 0.35%، لتصل إلى 64.73 دولارًا للبرميل.
كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو/حزيران 2025، بنسبة 0.03%، لتصل إلى 61.93 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وصعد الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) في الجلسة الماضية بنسبة 1.6% و1.5% على التوالي، عند أعلى مستوياتها منذ 28 أبريل/نيسان.
وتأتي مكاسب أسعار النفط بعد التوافق الأميركي الصيني على خفض التعرفات الجمركية، بعد اختتام واشنطن وبكين محادثاتهما التجارية بشكل إيجابي، يوم الأحد؛ إذ أشاد مسؤولون أميركيون بـ"اتفاق" لخفض العجز التجاري الأميركي.
تحليل أسعار النفط
قال محللو آي إن جي (ING) حول تحليل أسعار النفط: "في حين أن انحسار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة أمر مفيد، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن ما سيحدث خلال 90 يومًا. وقد يستمر هذا الغموض في توليد رياح معاكسة للطلب على النفط".
ولا تزال الانقسامات الكامنة التي أدت إلى النزاع قائمة، بما في ذلك العجز التجاري الأميركي مع الصين ومطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمزيد من الإجراءات من بكين لمكافحة أزمة الفنتانيل الأميركية.
كتب كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك يو بي إس، وانغ تاو،: "لا يزال هناك غموض كبير يحيط بمستقبل المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة التوقف التي تستمر 90 يومًا وما بعدها، نظرًا للاختلافات الجوهرية بين الصين والولايات المتحدة حول بعض القضايا الجوهرية".
تنظر الأسواق إلى ارتفاع الإمدادات كعامل رئيس لضعف أسعار النفط، إذ قال محللو بنك آي إن جي: "على الرغم من أن الطلب كان مصدر قلق رئيس لسوق النفط، فإن زيادات المعروض من أوبك+ تعني أن سوق النفط سيحظى بإمدادات كافية خلال المدة المتبقية من العام".
وأضافوا أن مدى كفاية المعروض في السوق سيعتمد على ما إذا كانت دول أوبك+ ستلتزم بخططها لزيادة المعروض بشكل كبير في مايو/أيار ويونيو/حزيران.
رفعت 8 دول في أوبك+ إنتاج النفط بأكثر من المتوقع منذ أبريل/نيسان، ومن المرجح أن يرتفع إنتاج مايو/أيار بمقدار 411 ألف برميل يوميًا.
مع ذلك، حدّت من انخفاض أسعار النفط بعض المؤشرات على استمرار قوة الطلب على الوقود المكرر، إذ قال محللو جي بي مورغان: "على الرغم من تدهور توقعات الطلب على النفط الخام، لا يمكن تجاهل الإشارات الإيجابية من أسواق الوقود".
وأضافوا: "رغم انخفاض أسعار النفط الخام العالمية بنسبة 22% منذ ذروتها في 15 يناير/كانون الثاني، إلا أن أسعار المنتجات المكررة وهوامش التكرير ظلت مستقرة".
وأشاروا إلى أن انخفاض طاقة التكرير - لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا - يُضعف توازن البنزين والديزل، ويزيد الاعتماد على الواردات، ويزيد من احتمالية ارتفاع أسعار النفط أثناء الصيانة والانقطاعات غير المخطط لها.
وأظهرت بيانات تسعير بورصة لندن أن هوامش التكرير المعقدة في سنغافورة تضاعفت تقريبًا في مايو/أيار، إذ بلغ متوسطها 6.60 دولارًا للبرميل هذا الشهر، ارتفاعًا من 3.65 دولارًا في أبريل/نيسان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
