قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، إنه إذا كان هدف الولايات المتحدة من المحادثات، حرمان طهران من حقوقها النووية السلمية "فلن تتراجع عن أي من حقوقها"، مطالبًا بـ"منع إسرائيل من امتلاك ترسانة نووية".
وأضاف: "نحن لا نسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وليس لهذا السلاح أي مكان في العقيدة الدفاعية الإيرانية، ومع ذلك، ينبغي على الدول الغربية، أن تتجنب اتباع المعايير المزدوجة، إذ لا يمكن القبول بأن يمتلك كيان يرتكب الإبادة الجماعية ترسانة نووية".
وذكر عراقجي في مؤتمر "الحوار الإيراني-العربي" الذي انطلق في الدوحة تحت شعار "علاقات قوية ومصالح مشتركة"، أن إيران تعتبر امتلاك واستخدام الأسلحة النووية محرمًا، لكنها في الوقت نفسه، تُصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم، حسبما ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأضاف أن طهران تواصل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة بحسن نية، مؤكدًا أن الاتفاق النووي معها ممكنًا إذا كان هدفه منع انتشار الأسلحة النووية.
ولفت إلى أنه إذا كان الهدف من المفاوضات ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، فهذا هدف يمكن تحقيقه، أما إذا كانت المطالب غير عقلانية، فعليهم أن يدركوا أن "إيران لن تتنازل عن حقوق شعبها بأي حال".
واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن مؤتمر الحوار الإيراني العربي يهدف لدفع مسار التفاهم والتفاعل بين الدول إلى الأمام، موضحًا أن المنطقة التي كانت منذ القدم مهدًا لحضارات عريقة، باتت اليوم بحاجة أكبر إلى التفاهم والتعاون المتبادل.
وشدد على أن "إيران تؤمن إيمانًا كاملًا بأصل ومبدأ الحوار"، مؤكدًا على "إصرار طهران على تحقيق التوافق الإقليمي"، مضيفًا أن "التطورات الأخيرة في المنطقة ساهمت في خلق فهم مشترك لمواجهة التهديدات القائمة".
وأضاف: "اكتشفنا أن بيننا من المشتركات ما يفوق بكثير نقاط الخلاف"، لافتًا إلى أنه لا يمكن الصمت أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم، مشددًا على أن ما يُعرف بـ"حل الدولتين قد تم تجاوزه فعليًا بفعل ممارسات الكيان الصهيوني الذي لا يؤمن به أصلًا".
وأشار عراقجي إلى أن إسرائيل تشكّل تهديدًا دائمًا للمنطقة، وقال: "لا يمكن تجاهل أهدافها التوسعية الخطيرة"، لافتًا إلى أنها "بينما تمارس الإبادة في غزة، تواصل اعتداءاتها على سوريا ولبنان بهدف زعزعة استقرار المنطقة بأكملها".
واعتبر عراقجي أن "السبيل الوحيد لمستقبل آمن في المنطقة، هو تعزيز خطاب إقليمي مشترك، مبني على الثقة والتعاون الثقافي والاجتماعي بين الدول".