في ظل التصعيد الخطير بين الهند وباكستان عقب الهجوم الدامي في كشمير نهاية أبريل، برز اسم الجنرال عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، كأحد أبرز الشخصيات الفاعلة في توجيه الموقف العسكري والسياسي لإسلام آباد.
شخصية غير تقليدية، صاحب مواقف متشددة تجاه الهند، ويحمل تاريخاً حافلاً في المؤسسات الأمنية.
ظهور نادر وتحذير صارم للهند
في خطوة غير مألوفة لقائد عسكري باكستاني، ظهر الجنرال منير بداية مايو متحدثاً من فوق دبابة على الحدود، مستخدماً مكبر صوت لتحذير الهند قائلاً إن "أي مغامرة عسكرية هندية ستقابل برد سريع وحازم".
هذا الظهور أكّد انخراطه المباشر في إدارة التصعيد ورفع من رمزيته العسكرية أمام الداخل والخارج.
صعود غير تقليدي في المؤسسة العسكرية
ولد عاصم منير عام 1968 لعائلة بسيطة فرّت من الهند إبان التقسيم، وكان والده معلماً.
لم يدخل الجيش من بوابة الأكاديمية العسكرية النخبوية، بل عبر مدرسة تدريب الضباط، لكنه شق طريقه بسرعة عبر الرتب.
تولى عام 2016 رئاسة الاستخبارات العسكرية، ثم إدارة وكالة الاستخبارات البين خدماتية (ISI) عام 2018، وهو منصب يُعد من الأقوى داخل المؤسسة العسكرية.

خلافه مع عمران خان ودوره في الإطاحة به
بدأ الصراع بين منير ورئيس الوزراء السابق عمران خان حين كشف الجنرال في تقرير أمني أن خطيبة خان متورطة في قضايا فساد، ما دفع الأخير لإقالته عام 2019. لاحقاً، عاد منير إلى الواجهة بعدما اختاره رئيس الوزراء شهباز شريف قائداً للجيش في نوفمبر 2022، في وقت كانت فيه المؤسسة العسكرية تواجه تحديات كبيرة من أنصار خان.
تصفية الجيش من الموالين لخان
اتهمت أوساط سياسية الجنرال منير بالوقوف وراء حملة قمع واسعة ضد مؤيدي عمران خان، الذين حمّلوه مسؤولية تزوير الانتخابات العامة لعام 2024 وسجن خان.
كما يُقال إن منير قام بتطهير المؤسسة العسكرية من الضباط الموالين لرئيس الوزراء السابق، في خطوة غير مسبوقة داخل الجيش الباكستاني.
أيديولوجية متشددة تجاه الهند وجيرانه
يعرف الجنرال منير بمواقفه المتشددة ضد الهند، إذ يؤمن بـ"نظرية الدولتين" التي ترى أن المسلمين لا يمكنهم العيش مع الهندوس في دولة واحدة.
وفي خطاب له قال: "أدياننا وثقافاتنا وتقاليدنا وأفكارنا وطموحاتنا مختلفة تمامًا".
كما أظهر نهجاً صارماً تجاه إيران وأفغانستان، وشن ضربات انتقامية على أراضيهما رداً على هجمات عبر الحدود.
عاصم منير ليس مجرد قائد عسكري تقليدي، بل شخصية محورية في السياسة الباكستانية، ووجه صاعد في توجيه دفة البلاد خلال أخطر أزماتها.
صعوده السريع، مواقفه الحاسمة، وصراعه المفتوح مع الزعماء المدنيين جعله أحد أبرز الجنرالات في تاريخ باكستان الحديث، وربما الأكثر تأثيراً في مستقبلها القريب.