للمرة الثانية في غضون خمس سنوات، تقوم المملكة العربية السعودية، في عمل واضح من أعمال إيذاء النفس، بإغراق سوق النفط العالمية التي تتسم بالضعف إذ تعاني من فائض العرض بالنفط، وفقا لتحليل نشره موقع منت المتخصص في أخبار الأسواق والأصول المالية.
وانخفضت أسعار خام برنت إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات منتصف الأسبوع، بعد أن أعلنت الرياض وشركاؤها في تحالف أوبك+ عن زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي. وساهم هذا التراجع في استمرار موجة بيع سابقة أثارتها مخاوف من أن الحرب التجارية الأمريكية ستدفع الاقتصاد العالمي، وبالتالي الطلب على النفط، إلى حالة الركود.
وفي اجتماعٍ أُعيدَ تحديد موعده فجأةً، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة المملكة العربية السعودية أنها ستزيد حصتها الإنتاجية. تُمثّل هذه الخطوة الزيادة الشهرية الثالثة على التوالي، مما يضع صناعة النفط العالمية على شفا حرب أسعار، وفقًا لصحيفة إنفستورز دوت كوم.
ولم تشهد أسهم النفط الأمريكية سوى رد فعل متواضع تجاه هذه الأخبار. وكانت أسهم شيفرون ( CVX )، وإكسون موبيل ( XOM )، وأوكسيدنتال بتروليوم ( OXY )، وAPA ( APA ) من بين الأسهم الرئيسية المتأثرة. وارتفعت أسهم العديد من شركات تشغيل أساطيل ناقلات النفط الدولية، بقيادة تيكاي تانكرز ( TNK ) وإنترناشيونال سيوايز ( INSW )، بعد هذه الأخبار.
وانخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي بنسبة 2.2% عند 57.04 دولارًا للبرميل يوم الاثنين، مسجلةً أدنى مستوى لها في أربع سنوات. وانخفض خام برنت بنسبة 1.7% ليصل إلى 60.23 دولارًا وفقًا لبلومبرج. وقد أدى هذا القرار إلى زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يونيو.
وبذلك، يصل إجمالي الزيادة في هدف إنتاج المنظمة لأشهر أبريل ومايو ويونيو إلى 960 ألف برميل يوميًا. وتمثل هذه الزيادة، وفقًا لرويترز، انخفاضًا بنسبة 44% من 2.2 مليون برميل يوميًا التي أعلنت عنها المنظمة عقب تراجع الطلب على النفط خلال فترة الجائحة. وكانت أوبك قد انضمت إلى حلفاء نفطيين آخرين غير الولايات المتحدة، بقيادة روسيا، في العمل على خفض الإنتاج ودعم أسعار النفط بعد أن أدت إجراءات كوفيد العالمية إلى انهيار سوق النفط.
العراق وكازاخستان
وتشير التقارير إلى أن كلا البلدين ينتجان أكثر من سقف الإنتاج المتفق عليه، مما يمنحهما حصة أكبر من إيرادات السوق وهناك أيضا مسألة تحدي القدرات الأمريكية.
وسجلت الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا في إنتاج النفط الشهري بلغ 13.45 مليون برميل يوميًا في أكتوبر.
ومنذ ذلك الحين، ظل الإنتاج عند مستوى أقل بقليل من هذا المستوى، وبدأ المنتجون الأمريكيون يناقشون احتمال بلوغ الإنتاج ذروته في حوض برميان في تكساس، منطقة الإنتاج الرئيسية في الولايات المتحدة.
