ليو الرابع عشر , تقدّم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتهنئة إلى البابا بمناسبة انتخابه بابا جديدًا للفاتيكان، معربًا عن تطلعه إلى استمرار التعاون بين المؤسستين الدينيتين الأكبر في العالم. وقال شيخ الأزهر في منشور له على منصة “إكس”:
“أتقدَّم بخالص التهنئة إلى البابا بمناسبة انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية، ونتطلع لاستكمال العمل مع قداسته لترسيخ الحوار بين الأديان، وتعزيز قيم الأخوَّة الإنسانيَّة؛ من أجل نشر السلام العالمي والتعايش المشترك، ومستقبل أفضل للبشرية”.
ويعكس هذا الموقف عمق العلاقات بين الأزهر والفاتيكان التي تعززت في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد توقيع وثيقة “الأخوّة الإنسانية” في أبوظبي عام 2019، والتي حملت توقيع كل من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر.

البابا ليو الرابع عشر إنتخاب تاريخي لأول بابا أميركي للفاتيكان
هو البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وأول شخصية من الولايات المتحدة تتولى هذا المنصب الروحي الكبير. حيث تصاعد الدخان الأبيض من المدخنة الشهيرة معلنًا للعالم اختيار الزعيم الجديد لأكثر من 1.4 مليار كاثوليكي.
وبعد إعلان انتخابه، أطل البابا من الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس، موجّهًا كلمته الأولى للحشود الغفيرة باللغة الإيطالية قائلًا: “السلام عليكم جميعًا”، في تحية رمزية حملت معاني الانفتاح والتقارب مع مختلف الثقافات. كما تحدّث بالإسبانية، لكنه لم يستخدم اللغة الإنجليزية رغم أنه أميركي الجنسية.

من بيرو إلى روما – رحلة البابا ليو الرابع عشر نحو قمة الكنيسة
ينحدر البابا الجديد، واسمه الأصلي روبرت بريفوست، من مدينة شيكاغو الأمير كية، ويبلغ من العمر 69 عام. وعلى الرغم من أنه لم يكن كثير الظهور الإعلامي، فقد عُرف بين زملائه بأسلوبه الهادئ والتزامه بقضايا العدالة الاجتماعية. أمضى بريفوست سنوات طويلة من حياته التبشيرية في بيرو، حيث شغل منصب أسقف في منطقة تشيكلايو شمال غرب البلاد بين عامي 2015 و2023.

وفي عام 2023، استدعاه البابا فرنسيس إلى الفاتيكان لتولي رئاسة المجمع المسؤول عن اختيار الأساقفة حول العالم، وهو أحد أبرز المناصب الكنسية في إدارة الكنيسة الكاثوليكية. وقد ساهم من خلاله في اختيار العديد من قيادات الكنيسة الجديدة، مما يعكس الثقة التي وضعها فيه البابا السابق.
واختياره للاسم مستلهم من البابا ليو الثالث عشر الذي قاد الكنيسة من 1878 إلى 1903 واشتهر بتركيزه على القضايا الاجتماعية، وهو ما يعكس التوجه القيمي للبابا الجديد أيضًا.