استهلت “مؤسسة السمارة للأعمال الثقافية والتربوية والاجتماعية والرياضية”، أمس الثلاثاء، دورتها التكوينية المنظمة بمدينة السمارة لفائدة المهنيين والفاعلين في الحقل الإعلامي المحلي، رافعة شعار: “الصحفيين الشباب من أجل المواطنة والسلوك المدني”.
وتمتد هذه الدورة الأولى من نوعها بالعاصمة الروحية السمارة على مساحة زمنية من أربعة أسابيع، وتستهدف تأهيل الإعلاميين المحليين وتعزيز قدراتهم في مواكبة التحولات الرقمية وصقل مهاراتهم الإعلامية بما يتماشى مع المعايير المهنية الحديثة.
ويؤطر الدورة كوكبة من الخبراء في مجال الإعلام، يتقدمهم الدكتور مروان القباج، الأستاذ الزائر بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، والباحث المتخصص في قضايا الإعلام المعاصر والذكاء الاصطناعي التوليدي؛ كما يشارك فيها الصحفي المختار العبلّاوي، مراسل قناة الجزيرة بالرباط، المتخصص في التغطيات الميدانية والإنتاج التلفزيوني.
ووفق المنظمين فإن الدورة تهدف إلى تمكين الصحافيين الشباب من أدوات الإعلام الرقمي الحديثة وتعزيز مهاراتهم في التحرير الصحفي والتصوير الصحفي، وتقنيات الترافع، وأخلاقيات المهنة، مع التركيز على أهمية التكوين المستمر لتحسين الأداء المهني وربط الإعلام بالمسؤولية المجتمعية والتنمية المحلية.
وتعتبر هذه المبادرة خطوة هامة في دعم الإعلام المحلي وتطويره بما يتناسب مع التحولات السريعة في العالم الرقمي، كما تأتي ضمن سلسلة من البرامج التي تهدف إلى تعزيز الأداء الإعلامي في المنطقة، وتحقيق شراكة إستراتيجية بين المؤسسات المحلية والجهوية لتحقيق التنمية المستدامة في مجالات الإعلام والتواصل.
وفي هذا الصدد أشرف إبراهيم بوتوملات، عامل إقليم السمارة، على مراسيم الافتتاح الرسمي لهذا البرنامج، مرفقا بالعميد القائد المنتدب للحامية العسكرية، ورؤساء المجالس المنتخبة، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، وعدد من رؤساء المصالح الأمنية واللاممركزة، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني، وثلة من الإعلاميين المحليين والمراسلين المعتمدين.
وفي كلمته بالمناسبة قال عامل الإقليم إن هذا البرنامج يُجسد إيمان السلطات الإقليمية الراسخ بأهمية الإعلام كشريك تنموي ومؤسساتي، مبرزا أن “هذه المبادرة النوعية جاءت نتيجة تنسيق دقيق مع شركاء وطنيين وجهويين، وعلى رأسهم المديرية الجهوية لقطاع الاتصال بجهة العيون – الساقية الحمراء، تمهيدا لإرساء شراكة إستراتيجية دائمة، تقنن مفهوم التكوين الإعلامي بالمنطقة وتُعزز الأداء المهني بالميدان”.
وأكد عامل الإقليم أن هذه المحطة ليست سوى خطوة أولى في مسار متجدد يروم مصاحبة الكفاءات المحلية، وتأهيل الرأسمال البشري الإعلامي لمواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، والانخراط في تعزيز الترافع المؤسساتي والرفع من جودة المنتج الإعلامي بالإقليم.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بكلمات لكل من رئيس المجلس الإقليمي، ورئيس جماعة السمارة، والمديرة الجهوية لقطاع الاتصال، التي نوهت بدورها بانفتاح السلطات الإقليمية على الإعلام المحلي، وبحرصها على النهوض بالمهنة في بعدها التنموي والتأطيري.
حري بالذكر أن البرنامج سيغطي في الأسابيع القادمة مجموعة من المحاور المتنوعة التي تشمل قواعد التحرير الصحفي، تقنيات التصوير الصحفي، الصحافة الرقمية، إستراتيجيات الترافع، أخلاقيات المهنة، والإنتاج الإعلامي.
