الثلاثاء 06 مايو 2025 | 04:06 مساءً
في مثل هذا اليوم، 6 مايو 2025، تحل الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل "المايسترو" صالح سليم، أحد أعظم رموز الرياضة والفن في مصر، الذي وافته المنية عام 2002 عن عمر ناهز 72 عامًا.
أسطورة الرياضة المصرية
وُلد صالح سليم في 11 سبتمبر عام 1930 بحي الدقي بمحافظة الجيزة، ونشأ وسط أسرة مثقفة، حيث كان والده الدكتور علي سليم من أوائل الأطباء المصريين، تلقى تعليمه في مدرستي الأورمان وفيكتوريا كولدج، وهناك بدأت تتبلور موهبته الكروية.
انضم لناشئي النادي الأهلي عام 1944، وسرعان ما صعد للفريق الأول في نفس العام، ليسطر واحدة من أروع المسيرات في تاريخ الكرة المصرية، سجل 78 هدفًا في الدوري المصري، وتُوّج مع الأهلي بـ11 لقب دوري و8 بطولات كأس مصر، إلى جانب بطولة الجمهورية المتحدة.
صالح سليم
في عام 1962، خاض صالح سليم تجربة احتراف قصيرة مع نادي جراتس النمساوي، حيث سجل 9 أهداف خلال موسم واحد، ليكون من أوائل اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الأوروبي، قبل أن يعود إلى القلعة الحمراء ويختتم مسيرته الكروية عام 1967.
إنجازات مع منتخب مصر
انضم للمنتخب الوطني عام 1950، وشارك في 24 مباراة دولية سجل خلالها 5 أهداف، قاد الفراعنة للفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية عام 1959 بالقاهرة، وشارك في أولمبياد روما عام 1960، وكان ظهوره الأخير دوليًا في أمم إفريقيا 1962 بإثيوبيا.
نجم السينما والتلفزيون
لم يقتصر تأثير صالح سليم على الرياضة فقط، بل امتد إلى مجال الفن، حيث شارك في عدد من الأفلام السينمائية، أبرزها "الشموع السوداء" و"الباب المفتوح"، في فيلم "الباب المفتوح"، قدم خطابًا رومانسيًا أصبح من أشهر العبارات في تاريخ السينما المصرية.
صالح سليم
حياة بسيطة وفلسفة مميزة
على الرغم من شهرته الواسعة، عاش صالح سليم حياة بسيطة، حيث سكن في شقة صغيرة بالزمالك، مؤمنًا بأن الإنسان لا يحتاج إلى رفاهية مفرطة، كان يتمتع بشخصية متواضعة، ورفض عروضًا سينمائية بعد أن شعر بأنها قد تؤثر على صورته كرمز رياضي.
قائد الأهلي ورئيسه الخالد
بعد اعتزاله، تولى صالح سليم منصب مدير الكرة بالأهلي في أوائل السبعينيات، ثم ترشح لرئاسة النادي عام 1980، ونجح في قيادة الأهلي لفترة ذهبية، حصد خلالها عشرات البطولات المحلية والإفريقية.
صالح سليم
عُرف بصرامته وانضباطه، وكان رمزًا للإدارة الناجحة، حيث أرّسخ مبدأ "الأهلي فوق الجميع"، الذي أصبح شعارًا خالدًا للنادي، عاد ليرأس الأهلي مجددًا عام 1992 حتى وفاته، وخلال هذه الفترات رسّخ قيم الانتماء والتفاني في العمل الرياضي.
معركة مع المرض ورحيل مؤلم
في عام 1998، اكتشف صالح سليم إصابته بسرطان الكبد، الذي تطور لاحقًا إلى الأمعاء، مما استدعى إجراء جراحة استئصال جزء منها، تدهورت حالته الصحية بعد ذلك، ودخل في غيبوبة متقطعة، حتى رحل عن عالمنا في 6 مايو 2002.
إرث لا يُنسى
رحيل صالح سليم لم يكن نهاية لمسيرته، بل بداية لإرث خالد في الرياضة والفن، يُعد "المايسترو" رمزًا للانضباط والاحترافية، وترك بصمة واضحة في تاريخ النادي الأهلي والرياضة المصرية بشكل عام.
صالح سليم
رغم مرور 23 عامًا على رحيله، لا تزال صورة صالح سليم حاضرة في كل ركن من أركان النادي الأهلي، وفي وجدان كل من عرف قيمة هذا الرجل الاستثنائي، وجسّد نموذجًا نادرًا للقائد الرياضي الذي جمع بين الموهبة، الحكمة، والرؤية الواضحة.
"الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه" بهذه الكلمات، عبّر صالح سليم عن فلسفة عميقة في العلاقة بين النادي وجماهيره، ليظل حاضرًا في الذاكرة الرياضية والوطنية كرمز خالد.
صالح سليم صالح سليم صالح سليم صالح سليم صالح سليم اقرأ ايضا
