أخبار عاجلة

د. رءوف الكدواني يكتب: أيهاالشاب هل تمكنت من الحصول على عمل؟؟؟

د. رءوف الكدواني يكتب: أيهاالشاب هل تمكنت من الحصول على عمل؟؟؟
د. رءوف الكدواني يكتب: أيهاالشاب هل تمكنت من الحصول على عمل؟؟؟

في ظل التغيرات السريعة في سوق العمل ومع زيادة أعداد الخريجين وشدة التنافس على الوظائف لم يعد الحصول على شهادة جامعية كافيا لدخول سوق العمل.فهناك تغيرات جذرية أتت بنا إلى عالم تحكمه المهارات الرقمية واحتراف التواصل مما يتطلب معه أهمية تواجد مهارات ناعمة مثل المرونة في التعامل وإجادة العمل الجماعي وذلك بالرغم من إجادة الشاب للغات الأجنبية والحاسب الآلي.

لقد طرأ على سوق العمل مفردات جديده مثل فهم عناصر الإدارة المختلفة مثل القدرة على إدارة الوقت والتنسيق والتنظيم والتخطيط. فلم يعد المفهوم التقليدي للتعيين هو "الرجل المناسب في المكان المناسب". فقد تم استحداث متطلبات جديدة مثل "أهمية وجود الشخص الخلوق الذي يستطيع أن يضيف ويتعامل مع متغيرات أجواء العمل والتقدم التكنولوجي."

إن أوضاع العمل المتأزمة تستدعي وجود شباب يتسلح بروح المبادرة والأفكار والإبداع سواء فيما يتعلق باختيار التخصصات المناسبة أو حتى إنشاء مشاريع تجارية مربحة. السؤال الرئيسي هنا هو كيف يتمكن الشاب من التغلب على مشكلة صعوبة إيجاد عمل وما هو المطلوب منه؟ فعليه أولا أن يدرك أنه هو من يجب عليه أن يسوق ذاته ويقنع الآخرين بقدرته على العمل والنجاح فيه. ومن أجل تحقيق ذلك عليه أن يبني علاقات واسعة من خلال المشاركة في المؤتمرات وورش العمل والإنضمام إلى مجتمعات مهنية على الإنترنت.

ان بناء الخبرة العملية للشاب المتخرج حديثا ممكن تحقيقه من خلال حضور دورات تدريبية والعمل التطوعي وابتكار مشاريع فردية تظهر كفاءته وإصراره على النجاح. كما أن الإطلاع على الخبرات العملية من خلال الإنترنت تمكنه من اكتساب خبرات مختلفة. ومن أهم ما ينبغي على الشاب أن يتسلح به هو إجادة لغة البرمجة والقدرة على جمع البيانات وتحليلها واستخراج المعلومات القيمة منها وإجادة التعامل مع الذكاء الاصطناعي ومعرفة أساسياته وهو ما يمنح الشاب ميزة تنافسية جيدة.

وقد يكون مناسبا أن يجيد الشاب فنون الإحصاء لتقديم حلول مبتكرة لمشكلات معقدة. كما يتعين عليه أن يبحث عن كيفية التعامل مع الشبكات الإلكترونية المعلوماتية والتعرف على أنظمة التواصل والمعلومات. ومما لاشك فيه أن التواصل الفعال سواء شفويا أو كتابيا يمثل مهارة أساسية للتفاعل مع الرؤساء والزملاء والعملاء. كما أن القدرة على التعاون مع الآخرين وطرح أفكار مبتكرة يمثلان حجر الزاوية في الإلتحاق بالعمل. على الشاب أيضا أن يعي جيداً أن القبول بالفرص الصغيرة هو المدخل المؤقت لإختبار سوق العمل وبناء الخبرة الذاتية من أجل الإنتقال لاحقا إلى فرصة أفضل. فالفشل أو التأخر في إيجاد الوظيفة المناسبة لا يمثل نهاية الطريق. ذلك لأن الصبر والإستفادة من التجارب الذاتية وتجارب الآخرين يعطيه فرصه اكبر للنجاح.

أن قبول الأعمال الإستثنائية المؤقتة لحين الحصول على وظيفة مناسبة تعتبر خطوة أولى مهمة لكثير من الخطوات اللاحقة. فقد اعتاد بعض الشباب العمل جزئيا في أعمال بسيطة في الشركات والمؤسسات والمطاعم حيث تغيرت نظرة هؤلاء حول الوظائف وتمكنوا بإرادة فولاذية من التكيف مع متطلبات سوق العمل لحين الإلتحاق بالوظائف المستهدفة.

إن التعرف على اسرار سوق العمل وبرامجه لهو أمر هام جدا والإستعانة بالإنترنت قد يدر دخلا إضافيا وإن لم يفعل ذلك فهو على الأقل وسيلة هائلة لتسويق الذات والتعرف على فرص العمل المتاحة. ومن ناحية أخرى فعندما يقوم الشاب بتقديم سيرته الذاتية لصاحب العمل عليه أن يراعي الدقة في كتابتها فهو أول انطباع يتركه لدى صاحب العمل. ويجب أن يركز على الإنجازات والمهارات وعليه أن يظهر مدى ملاءمة المتقدم للوظيفة. وجدير بالذكر أن الإستعداد الجيد للمقابلة من خلال البحث عن الشركة والتدرب على إجابة الأسئلة المتوقعة في المقابلة يمنح المتقدم أفضلية في التعيين. وعند إجراء المقابلة عليه ألا يخجل من سرد مايملك من قدرات ومهارات ومواهب وألا يشعر بأنها غير جديرة بالذكر.

إن كلمة السر في نجاح الشاب هى "الإستثمار في الذات" فهى التي تستبقيه على إطلاع دائم بمتغيرات مجتمع العمل مما يؤهله إلى فرص كبيرة للنجاح. وجدير بالذكر أن أهم الصفات الشخصية التي تحقق له النجاح هي قوة الإرادة والإصرار. فالإرادة ليست مجرد صفة شخصية بل هى قوة هائلة يمكنها أن تشكل مستقبل مجتمعات بأكملها. إن تقوية الإرادة تبدأ بوضع هدفاً معيناً يمكن تحقيقه والإقتناع الداخلي بأهميته ثم مواجهة التردد والخوف والضغوط النفسية التي تعوق تحقيقه.

أما الإصرار على تحقيقه فهو يتعلق بالإيمان بأن الهدف سوف يتحقق بالعناد والتمسك بفكرة أن جني الثمار لا يأتي إلا بالمثابرة لأنها الوسيلة الوحيدة لمعانقة النجاح والتفوق. ولا يجب أن ننسب عدم النجاح إلى الظروف فليست الظروف هى السبب في عدم حصولنا على ما نبتغيه بل نحن المسئولون على حرماننا منه إن لم نصر عليه.

يجب أن نتذكر أن المشكلات الناجمة عن عدم العمل والفراغ كثيرة وخطيرة في ذات الوقت. لأن عدم العثور على وظيفة يسبب إحباطا كبيراً لأنه يمثل أعظم العوامل ضرراً سواء من الناحية العقلية أو النفسية.

إن الشباب هو جيل العمل والإنتاج والقوة والطاقة والمهارة والخبرة وحصوله على العمل المناسب يمكنه من رؤية نفسه بصورتها الحقيقية كمشارك أساسي في بناء المجتمع والنهوض به.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الزمالك يعود لتدريباته لمواجهة البنك الأهلي بـ دوري نايل.. اعرف الموعد
التالى رئيس جامعة حلوان : الذكاء الإصطناعي والأمن السيبراني تخصصات مميزة في الجامعة