أعرب الفنان محمود حميدة عن حزنه لما آلت إليه مدينة الإسكندرية، مشيرا إلى أنها لم تعد كما كانت تعرف بـ"عروس البحر المتوسط".
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، حيث أبدى استياءه من التغيرات التي طرأت على المدينة على المستوى الجغرافي والخدمي.

وقال حميدة في تصريحاته: "الإسكندرية الآن ليست عروس البحر، بل تبدو كعجوز فقدت جمالها، بأسنان متهالكة وصوت مبحوح"، في إشارة رمزية إلى تراجع البنية التحتية وتدهور الخدمات بالمدينة.
وأكد أن الصورة الذهنية القديمة للإسكندرية لم تعد تمثل واقعها الحالي، داعيا إلى إعادة النظر في كيفية الحفاظ على تراثها وجمالها الطبيعي، مشيدا بأهمية الأفلام التي توثق ماضي المدينة وتظهر ما كانت عليه من روعة وجمال.
محمود حميدة: الذكاء الاصطناعي ضرورة.. وليس تهديدًا
شارك الفنان الكبير محمود حميدة في فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وذلك من خلال جلسة نقاشية بعنوان: "رقمنة التراث وأرشفة التاريخ السينمائي"، حيث شدد على أهمية تبني أدوات التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في حفظ الإرث الفني من الاندثار.
السينما من الأبيض والأسود إلى الرقمنة
وتناول حميدة خلال الندوة أبرز محطات التحول التي مرت بها السينما، بدءا من عصر الأفلام الصامتة، مرورا بإدخال الصوت عام 1932، وصولا إلى ظهور اللون.
وأعرب عن أسفه لما وصفه بـ"مذبحة الأفلام"، في إشارة إلى فقدان بعض الأعمال جوهرها الفني عند تلوين النيجاتيف الأبيض والأسود، الذي كان يعتمد على التباين بين النور والظل.
وأوضح أنه لم يعد هناك تعريف موحد للإعلام، في ظل تنوع الوسائط السمعية والبصرية، وهو ما يستدعي استخدام تقنيات حديثة لحفظ الأعمال الفنية من التلف والضياع.
الذكاء الاصطناعي.. بين التوجس والتطور
وفي حديثه عن الذكاء الاصطناعي، أكد حميدة أنه لا يرى فيه خطرا، بل يعتبره أداة معرفية ينبغي استثمارها، مشيرا إلى أن مخاوف البعض، كما حدث في الولايات المتحدة من جانب الكتاب والممثلين، تعكس الصراع بين التمسك بالمألوف ومواجهة المستقبل.
وأضاف: "خلال لقاء مع المنتج هشام سليمان، عرض علي سيناريو مكتوب باستخدام تطبيق ChatGPT، وهو ما يعكس آفاقا جديدة للإبداع".
كما تطرق إلى مواقف بعض المبدعين الذين يرفضون هذا التطور، مشيرًا إلى أن المقاومة قد تكون مفهومة لكنها لم تعد مقبولة في ظل هيمنة التكنولوجيا.
الأرشفة.. لحماية الذاكرة السينمائية
وشدد محمود حميدة على ضرورة ترسيخ ثقافة الأرشفة المنظمة للأعمال الفنية، محذرا من فقدان الذاكرة السينمائية.
وقال: "بيع النيجاتيف لأفلام مصرية قديمة لا يقل كارثية عن بيع الآثار، فذلك يعد تفريطا في تاريخنا الثقافي والفني".
الجدير بالذكر أن المهرجان الذي تنظمه جمعية دائرة الفن، يقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، ويستمر حتى 2 مايو، متضمنا عروض أفلام محلية ودولية، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم الشباب في صناعة السينما.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.