يا ترى إيه سر تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته بإقالة "باول" رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وإيه اللي بيحصل في كواليس الاشتباكات الاقتصادي في أمريكا بعد أزمة الرسوم الجمركية، والأيام الجاية هيحصل فيها إيه.
من أيام وتحديدا بعد تفاقم الآثار الاقتصادية لأزمة الرسوم الجمركية، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطالب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اللي هو البنك المركزي الأمريكي بتخفيض الفايدة، عشان يقدر يحجم الآثار الاقتصادية اللي حصلت بسبب الرسوم الجمركية، وكمان يحتوي الخساير اللي بمليارات الدولارات للاقتصاد الأمريكي والمستثمرين.
لكن، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "باول" رفض وقال إن القرار ده هيؤدي لنتائج سلبية كبير وتداعيات اقتصادية مش كويسة، ومن هنا زاد غضب ترامب وهدد بإقالته.
لكن الأيام الأخيرة، شهدت تحول مفاجئ لنبرة ترامب، يعني بمنعى أصح اتراجع الرئيس الأمريكي عن تهديداته السابقة بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بعد موجة انتقادات وجهها له علنا، وأدت لحدوث اضطرابات حادة في الأسواق المالية.
وكان ترامب وصف باول بـ"الخاسر الأكبر"، وأشعل بتصريحه ده موجة من التكهنات بشأن مصير قيادة السياسة النقدية في أمريكا، لكن رجع ترامب وخفف من حدة موقفه، وأكد كمان أنه مش ناوي أنه يقيل باول، واتهم وسائل الإعلام بالتهرب من الحقائق.
ورغم تهديد ترامب، إلا أن بموجب القانون الفيدرالي، لا يمكن إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلا لسبب وجيه، وده مصطلح معناه سوء سلوك جسيم أو عجز عن العمل، مش مجرد خلاف على السياسات، لكن ترامب وبعض حلفائه قالوا إنهم مستعدين لتجاوز الحدود القانونية.
عشان كده، زادت المخاوف في الأسواق الأمريكية ، بعد ما ألقى باول محاضرة في النادي الاقتصادي في شيكاغو، ووضح فيها مخاوفه بشأن السياسات الاقتصادية لترامب، وخاصة التعريفات الجمركية.
وهنا، رد ترامب، وقال إن إقالة باول لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية، وحذّر الرئيس من أن الاقتصاد الأميركي ممكن يتباطأ في حالة عدم خفض أسعار الفايدة فورًا في ظل التداعيات الأوسع لحربه التجارية، وطبعا كل الجدال ده ساهم في موجة بيع في مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة، رغم إن الأسواق استعادت جزء كبير من خسايرها.
ونقدر نقول، إن التحول المفاجئ في خطاب ترامب، تجاه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بيعكس الضغوط الخاصة اللي بمارسها بعض كبار مستشاريه، واللي طالبوه بالتراجع عن هجماته التحريضية على البنك المركزي، وأكدوا كمان إن الفترة الحالية مش مستحملة مزيد من الاضطراب في الأسواق المالية بسبب نعركة شاملة مع الاحتياطي الفيدرالي، وأن البلد بتواجه بالفعل معارك اقتصادية كتيرة وكبرى، بما فيها النزاعات التجارية ورسوم جمركية جديدة.
عندك كمان، انخفاض أسعار الأسهم جعل ترامب أكثر انفتاحا على إبقاء باول في منصبه، وقال نصا: "أود أن أراه أكثر نشاطًا في تطبيق فكرته لخفض أسعار الفائدة.. إنه الوقت الأمثل لخفض أسعار الفائدة.. إذا لم يفعل، فهل هذه هي النهاية؟".
وحاليا المؤشرات الأمريكية بتعيش أصعب فترتها؛ بعد ما هبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية بسبب الرسوم الجمركية، وكمان الدولار أتراجع بأدنى مستوياته في 3 سنين، وانخفضت السندات هي كمام، في ظاهرة نادرة لانخفاض جميع الأصول بالتوازي، في حين قفز الدهب كملاذ آمن وسط حالة من التوتر والقلق العام.
ولكن يا ترى.. بعد كل الضباب الاقتصادي اللي بتعيشه أمريكا، هل ترامب لسه بيفكر يقيل "باول"؟
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.