
لا تزال عربات الجر بالخيول، المعروفة بـ”الكارو”، تنقل الركاب وسط مدينة القصر الكبير، في مشهد غريب بقدر ما هو مألوف، ظل يتكرر يوميا على مدى عقود.
فعلى الرغم من علامات المنع الواضحة، فإن العربات المجرورة لا تزال تجوب شوارع المدينة غير آبهة بتنظيمات السير، فتتزاحم مع السيارات والدراجات النارية، وهي مصنوعة في الغالب من الخشب وتجرها خيول تنقل البضائع والبشر، في غياب أية تدابير تضمن سلامة الركاب أو مستعملي الطرق، من راجلين وغيرهم.
منظر يُفرغ المدينة من ملامحها الحضارية ويزيد من وطأة الفوضى التي تخيم على بعض أحيائها، خصوصا في محيط سوق للا رقية، حيث يشتد الصخب الذي يرافق عمل أصحاب هذه العربات، إلى جانب التلوث الناتج عن الروائح القوية لروث الخيول الذي اعتاد المواطن القصري استنشاقه صباح مساء، كما اعتاد رؤية تلك المشاهد المقززة للروث المتناثر على قارعة الطريق.
واللافت هو أن هذه الوضعية الكارثية مستمرة، رغم صدور قرار يقضي بمنع دخول العربات المجرورة بالأحصنة إلى المدار الحضري لمدينة القصر الكبير.