أخبار عاجلة

محمد درويش يكتب: حين يغضب العاشقون... مأساة مارسيل كولر في الأهلي

محمد درويش يكتب: حين يغضب العاشقون... مأساة مارسيل كولر في الأهلي
محمد درويش يكتب: حين يغضب العاشقون... مأساة مارسيل كولر في الأهلي

في نادٍ لا يعرف أنصاف الحلول، يصبح الحب نارًا حين يُغضب العاشقون. هذا ما يعيشه مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي، في واحدة من أكثر محطات مشواره احتدامًا فجأة، وجد نفسه من مدرب تُرفع له القبعات بعد كل لقب، إلى متهم يُحاصر بالأسئلة والانتقادات، وكأن ذنبه الوحيد أنه لم ينتصر بنفس الوهج القديم.

الأهلي ليس مجرد نادٍ... هو حالة وجدانية، وعقيدة كروية لا ترحم التراجع، حتى وإن كان بسيطًا. جماهيره تُحب، ولكنها لا تسامح حين تشعر أن الفريق يخذلها، أو لا يعكس روح الشعار الذي يسكن قلوبها قبل أن يُطبع على القمصان.

مارسيل كولر، الذي كان يُنظر إليه كمهندس "ثورة التصحيح"، يجد نفسه الآن وسط عاصفة شكّ مصدرها المدرجات أولاً، ومواقع التواصل ثانياً. قراراته، تغييراته، أسلوب لعبه، حتى ملامح وجهه، كلها تخضع لتحليل لا يتوقف. وكأن كل شيء يقول: "هذا ليس كولر الذي وعدنا بلقب وراء آخر".

كان آخرها التعادل المُحبط أمام صن داونز والخروج من دوري أبطال إفريقيا في مرحلة نصف النهائي علاقة كانت في يوم من الأيام نموذجًا يحتذى به بين المدرب وجماهيره، أصبحت اليوم محط تساؤلات وانتقادات شديدة.

كولر بعد تتويج الأهلي بالبرونزية: أحاول أن أرسم البسمة على وجوه ‏الجماهير -  موقع بصراحة الإخباري

بداية مبهرة مع الأهلي

عندما تولى مارسيل كولر قيادة النادي الأهلي في سبتمبر 2022، لم يكن قد مر الكثير من الوقت قبل أن يحقق نتائج إيجابية أثبتت قدرته على إدارة فريق كبير بحجم الأهلي. البداية كانت مبهرة للغاية، حيث تمكن من قيادة الفريق إلى التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا بعد غياب دام لمدة عامين، في إنجاز أعاد للفريق هيبته على مستوى القارة الإفريقية.

كما نجح كولر في تحقيق الدوري المصري الممتاز، متفوقًا على منافسه التقليدي الزمالك، ليضمن مكانًا مميزًا له في تاريخ النادي الأهلي إلى جانب ذلك، قاد الفريق للفوز بكأس مصر، ليحقق بذلك ثلاثة ألقاب مهمة في موسم واحد، ما جعل جماهير الأهلي تعتبره المدرب المثالي.

في الوقت ذاته، كان كولر يحقق نتائج مشرفة في البطولة الأهم على مستوى الأندية، كأس العالم للأندية، حيث تمكن من قيادة الأهلي إلى تحقيق المركز الثالث في البطولة التي أقيمت في المغرب في فبراير 2023، ليصبح أول فريق مصري يحقق هذا الإنجاز في تاريخ البطولة. هذه النتائج، التي تزامنت مع إشادته المتكررة بمصر وجماهير الأهلي، جعلت علاقته بالجماهير أقوى من أي وقت مضى.

رد فعل كولر بعد مشاهدة تيفو جماهير الأهلي ومراسم التتويج بالدوري.. صور |  الموجز

تذبذب الأداء.. بداية حالة من الاستياء

ومع بداية الموسم الحالي، بدأ تذبذب الأداء يظهر بشكل ملحوظ، حيث بدأ الأهلي يعاني من صعوبة في تحقيق النتائج الإيجابية، وهو ما فتح الباب أمام انتقادات واسعة.

العديد من المشجعين تساءلوا عن خيارات المدرب الفنية، خاصة فيما يتعلق بالتبديلات المتأخرة، والاعتماد على بعض اللاعبين رغم تراجع مستواهم، مثل اللاعبين الذين كان أداؤهم دون المستوى في المباريات الكبرى.

كما ظهرت بعض العيوب التكتيكية في الأداء الجماعي، حيث كان الفريق يفتقر إلى الهجوم المنظم، وهو ما أدى إلى تراجع نتائج الفريق في بعض المباريات.

ومن أبرز الأسباب التي تم انتقادها أيضًا هو غياب الهوية الهجومية الواضحة في بعض المباريات التي شهدت تعادلات مخيبة، مثل المباريات ضد فرق صغيرة في الدوري المصري، ما أضعف الثقة بين الجماهير والمدير الفني.

الخروج أمام صن داونز.. المسمار الأخير في نعش العلاقة

جاءت مباراة صن داونز الأخيرة لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير. كانت هذه المباراة حاسمة بالنسبة لكولر وفريقه، حيث كانت الفرصة الأخيرة للبقاء في دوري أبطال إفريقيا، بعد تعادل الفريق في مباراة الذهاب في جنوب إفريقيا.

لكن في ملعبه وبين جماهيره، فشل الأهلي في تحقيق الفوز، واكتفى بالتعادل، ليودع البطولة من الدور نصف النهائي.

تسببت هذه النتيجة في حالة من الغضب بين الجماهير، حيث لم يكن هناك أي تبرير لهذا الأداء الضعيف في مباراة كانت بمثابة اختبار حقيقي لكولر.

ومع إطلاق صافرة النهاية، عبرت بعض الجماهير عن غضبها الشديد بقذف الزجاجات تجاه كولر، وهو ما لم يكن متوقعًا من جمهور كان يُكنّ للمدرب سويسري كل التقدير في بداية مشواره معه.

تصاعد الغضب والمطالبات بالرحيل

ورغم أن هناك أصواتًا تظل متفائلة وتطالب بعدم التسرع في الحكم على المدرب، إلا أن أصوات المطالبة برحيله بدأت تتزايد بشكل ملحوظ عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأصبح الضغط الجماهيري على الإدارة أكبر من أي وقت مضى، مع صعوبة المضي قدمًا في البطولة الإفريقية ومع تراجع الأداء الفني للفريق في المسابقات المحلية.

البعض يرى أنه لا يزال من المبكر اتخاذ قرار بشأن مستقبل كولر، وأن فترة من التغيير والتحليل العميق قد تكون ضرورية لتحديد إذا ما كان المدرب قادرًا على العودة للأداء المميز، خاصة مع صعوبة المشوار في البطولة الإفريقية وكثافة المباريات القادمة.

كولر يشكر اللاعبين ويهدى الأميرة للإدارة والجماهير | بوابة أخبار اليوم  الإلكترونية

كولر بين المدرب المثالي والمتهم الأول

مارسيل كولر، الذي اعتبرته جماهير الأهلي "الأب الروحي" للفريق في يوم من الأيام، يجد نفسه الآن في موقف صعب من كان يُعتبر في البداية منقذًا للفريق والمدرب الذي أعاد للنادي هيبته على المستوى الإفريقي والعالمي، أصبح اليوم مهددًا بفقدان منصبه بعد تراجع النتائج.

كولر كان قد صرح في عدة مناسبات قائلاً:"العلاقة بيني وبين الجمهور تسعدني، وأنا أعمل جاهدًا لإسعادهم، الحياة قاسية، ولا أحد يجد الفرح بسهولة، لكنني أحاول دائمًا أن أسعدهم بحركات الدعابة التي تصل إليهم."

ومع ذلك، لم تكن هذه التصريحات كافية لإطفاء نار الغضب التي أشعلتها النتائج السلبية، ليتحول المدرب الذي كان محط حب الجماهير إلى هدف للانتقادات اللاذعة.

في عالم كرة القدم، لا تُقاس المسافة بين القمة والقاع بالمشاعر أو الكلمات، بل بالنتائج فقط. وعلى الرغم من كل ما أنجزه كولر مع الأهلي في بداياته، إلا أن النتائج هي التي تحدد مستقبله الجماهير التي كانت ترفع صوره وتغني له اليوم، باتت اليوم تطالب بإقالته، في درس قاسي لكرة القدم يعكس قسوتها وعدالة نتائجها.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق منتخب كرة الصالات النسائية يواصل الاستعداد لمباراة أنجولا بأمم أفريقيا
التالى نقيب الإعلاميين لصُنّاع الدراما: أبدعوا وقدموا ما يُرسّخ القيم والأخلاق وبناء الإنسان