أخبار عاجلة

العروسي: الذكاء الاصطناعي يخرّب إنسانية الإنسان.. والجمال يحتاج الحب

العروسي: الذكاء الاصطناعي يخرّب إنسانية الإنسان.. والجمال يحتاج الحب
العروسي: الذكاء الاصطناعي يخرّب إنسانية الإنسان.. والجمال يحتاج الحب

شدّد الفيلسوف والكاتب والناقد الجمالي موليم العروسي على وجود “حاجةٍ ملحّة تستدعي التفكير والتفلسف؛ فالفلسفة تنبع من الحاجة (…)، ونحن نرى أن الدمار هو السمة الغالبة على العالم”، معتبرًا أن “الكوكب يتدمّر لأن الإنسان، بجشعه وتسابقه وراء الربح، يخرّبه يوميًا. ولكن يبدو أن عملية التدمير هذه لم تكن كافية، فانتقلنا، ونحن في اللحظة نفسها، إلى تدمير الحضارة”.

وأشار العروسي، وهو يتفاعل مع أسئلة الأكاديمي عبد الواحد آيت الزين خلال تسييره ندوة “الجماليات ومأزق العالم”، اليوم الجمعة، على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين، إلى احتضان معهد العالم العربي بباريس معرضًا يتضمّن “الأشياء التي نجت من الدمار في غزة”، مضيفا “عندما نتحدث عن هذه الأشياء فهذا يعني أن حضارةً ما قد مُسحت… وانتهت، وهذا هو الدمار الأول”.

وتحدث الفيلسوف الذي جرّب كتابةَ الرواية عن “دمارٍ آخر، قائم يوميًا، وكأننا نقبل به ونتنازل أمامه في كل لحظة لنتمسك بأملٍ صغير”، منتقلاً إلى ما شخّصه كـ”دمار ثالث: دمار الإنسان كإنسان بفعل هذا الاكتشاف العجيب الذي يُسمى الذكاء الاصطناعي”. وقال: “ربما نستعمله يوميًا، ولكنه دمار فعلي، لن نشعر بعواقبه إلا بعد سنوات لأنه يستهدف ويهدّد أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان وعن بقية الموجودات: العقل”.

وأورد الباحث البارز أن “الذكاء الاصطناعي هو العقل الإنساني نفسه، على الأقل العقل المنطقي أو العقل الخالص”، مفيدًا أن “الإنسان، بما هو إنسان عاقل، قد انتهى ويبدأ الآن نشوء إنسان آخر”، مشيرا إلى أن “الحروب التي نشهدها اليوم في العالم، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، يديرها هذا العقل بالذات؛ وليس العقل الإنساني الخالص كما تحدّث عنه كانط”.

وتابع قائلا: “الإنسان، كما قلت، سواء فيما يحدث في فلسطين، أو روحيًا كما يحدث لوجودنا اليوم، يوجد في وضعية صعبة للغاية، ويجب أن نفكر. لقد جربنا كل شيء: القانون، الدبلوماسية والحوار. فماذا يتبقى لنا فعله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فينا؟ لا أدري”. وأضاف أن “السؤال المطروح اليوم هو: هل يمكن للجمال أن ينقذ العالم؟ سنرى. لكن على كل حال الصورة قاتمة”.

وسجّل المتحدث أن “مسألة الذكاء الاصطناعي، أو إذا شئتم الكمبيوتر، في حد ذاته، مصمَّم على أساس أنه دماغ بشري”، مبرزا أن “هذه الآلات لديها قوة باهرة، فيمكن أن يكون نظرنا ثاقبًا بدرجة لا تُتصوّر، ولكن لن يصل إلى مستوى آلات التصوير الحديثة. كما يمكن أن تكون آذاننا ذات قدرة خارقة على السمع، غير أنها لن تستطيع الوصول إلى الميكروفونات التي تلتقط صوت النملة وهي تسير فوق الحجر”.

وأضاف “هذا هو الفرق، ربما، أو الأمل إذا شئت، فالذكاء الاصطناعي يستطيع النظر والسمع، بيد أنه، إلى حد الآن، لا يمكنه أن يرغب، يحب، يبكي، يتألم، أو يفرح”، معتبرًا أن هذا الجانب التقني المخيف “ليس بوسعه، على الأقل، أن يصل يومًا إلى القدرة على ملامسة هذه الجوانب، التي يأتي منها الجمال، وهذا الجمال هو ملاذنا.. ملاذنا الوحيد في زمن الغمّة هذا.. زمن الكرب والشدة”.

واسترسل قائلا: “في علم النفس التحليلي نشرح الحلم والاستيهام على أساس أن الإنسان عندما تضيق به الدنيا وتُغلق الأبواب وتستحيل الحلول، يلجأ إلى ماضيه لا ليأخذ به، ولكن ليستعين بمنجزاته وبفتراته المضيئة لكي يبني عليها أسئلته، ويبلور أجوبتها”، موضحًا أن “هذا ما يسمى بالاستيهام؛ وفي هذا الباب سبقنا فلاسفة ومفكرون طرحوا الأسئلة نفسها، واقترحوا علينا الجمال كملاذ”.

ولفت إلى أن “أول من طرح مسألة الجمال، على الأقل في كتاب وصلنا، هو الشخصية المحورية في كتب أفلاطون، ويُسمّى سقراط”، مبرزًا أنه “حاول تحليل مجموعة من القيم، منها الجمال، لكنه وضع شرطًا أساسيًا لنمو الجمال: شرط الحب”. وأضاف “نطلب الجمال لأنه غائب، غير موجود أو مندثر؛ وغيابه أو انعدامه أو استحالته يعود إلى غياب شرطه الأساسي: الحب. كأنّ الأخير هجر الأرض، مع أنه طريقنا للوصول إلى ما ننشده. فهل من الضروري أن نبدأ أولًا بالبحث عن الحب، أم نبدأ بالجمال الذي يستحيل بدون حب؟”، وختم قائلا: “هذا هو سؤالي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هجوم دموي في مدرسة فرنسية.. والشرطة تحقق مع طالب مشتبه به
التالى "الجبهة الوطنية” تهنئ الرئيس والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء