وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين، إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات ثنائية مغلقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في زيارة تحمل طابعًا حساسًا على خلفية تصاعد الحرب في قطاع غزة، والخلافات المستجدة حول الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على السلع الإسرائيلية.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن البيت الأبيض إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان من المقرر عقده بعد اللقاء، دون تقديم أي تفسير رسمي، ما أثار علامات استفهام حول طبيعة النقاشات أو الخلافات التي ربما نشأت خلال الاجتماع.
الملفات الساخنة: غزة والرهائن والرسوم
وفقًا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو، فإن المباحثات مع ترامب تركزت حول ثلاثة ملفات رئيسية:
الرهائن الإسرائيليون في غزة، والجهود الأميركية والإسرائيلية لاستعادتهم بعد مرور 18 شهرًا على احتجازهم من قبل حركة حماس.
سير العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسبل دعم إسرائيل للوصول إلى ما وصفه نتنياهو بـ"تحقيق النصر الكامل".
نظام الرسوم الجمركية الأميركي الجديد، والذي فرض مؤخرًا ضريبة بنسبة 17% على المنتجات الإسرائيلية، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديدًا للعلاقات التجارية الثنائية.
وقال نتنياهو في بيانه:
"المحادثات مع الرئيس ترامب تأتي في توقيت بالغ الأهمية. نأمل في تخفيف الرسوم التي تؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي، ونعمل معًا من أجل إعادة جميع الرهائن وتحقيق نصر حاسم في غزة."
رسوم ترامب: ضغط اقتصادي على تل أبيب؟
تمثل الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة جزءًا من سياسة اقتصادية حمائية شاملة أعلنها ترامب مؤخرًا، وتستهدف مجموعة من الدول الحليفة والخصوم على حد سواء. غير أن فرض رسوم على السلع الإسرائيلية أثار حفيظة حكومة نتنياهو، التي تواجه تحديات اقتصادية وأمنية متراكمة.
وتسعى إسرائيل إلى استثناء أو تخفيض الرسوم على صادراتها، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعات الدفاعية التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأميركية.
ملف غزة.. تفاهم أم تباين؟
رغم أن الجانبين يتشاركان موقفًا عامًا داعمًا لإسرائيل، إلا أن الملف الغزّي يظل معقدًا، خصوصًا في ظل تصاعد الانتقادات الدولية ضد العملية العسكرية الإسرائيلية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن إدارة ترامب ترغب في الحفاظ على الضغط العسكري على حماس، لكنها تخشى من انعكاسات كارثية إنسانية قد تضر بصورة الولايات المتحدة عالميًا.
ويأتي اللقاء في وقت يتزايد فيه الضغط الداخلي والخارجي على نتنياهو لإنهاء الحرب، بالتوازي مع تنامي الأصوات في واشنطن المطالبة بإعادة تقييم الدعم غير المشروط لإسرائيل.
إلغاء المؤتمر الصحفي.. تساؤلات معلّقة
يُعد إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك علامة على وجود اختلافات في الرؤى أو تعقيدات في المباحثات، خاصة وأن الاجتماعات بين القادة في مثل هذه السياقات غالبًا ما تُختتم بتصريحات إعلامية مشتركة.
ولم تصدر أي توضيحات من البيت الأبيض أو مكتب نتنياهو بشأن الإلغاء، مما يفتح الباب أمام تكهنات حول خلاف في وجهات النظر أو ضغوط غير معلنة داخل الإدارة الأميركية.
مراقبون: زيارة حرجة في توقيت حساس
يرى مراقبون أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تأتي في لحظة سياسية حرجة، سواء على الصعيد الأمني في غزة أو الاقتصادي في إسرائيل. كما تثير تزامنًا بين احتدام الأزمة الإقليمية وضغط الرأي العام الدولي على إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية في القطاع.
